ماجد السحيمي يكتب:


يصنف علماء السلوك أن الإنسان بطبعه غالبا ما يبحث عن التفوق بين أقرانه أو أمثاله، هنا أتحدث عن الرغبة وليس النتيجة، فكثيرون يرغبون دون عمل حتى الكسالى تجدهم بطموح نظري يصل السماء ولكنه يتساوى بالأرض عن الأفعال.
هناك عدة تعريفات للتفوق والتي لا تقتصر فقط على التحصيل الدراسي ومنها «أنه مفهوم يشير إلى تمكن المستوى في المعارف والمهارات في ميدان واحد أو أكثر من ميادين النشاط الإنساني إلى درجة تضع صاحبها ضمن أفضل 10 % ممن هم حوله» وهنا نلاحظ أنه يلامس الجوانب الحياتية بشكل عام ولم يقتصر على الدراسة والعمل والمنافسة المحددة.
تعريف آخر أعجبني لسهولته هو «الاستعداد الفطري لدى المرء للبراعة في فن أو نحوه وممن لهم نشاط ملحوظ في هذا الميدان أو غيره من الميادين العلمية والإنسانية المتعددة»، كثيرون يقعون في خطأ خفي لا ينتبهون إليه وهو مقدار الفارق بين المتنافسين فمثلا كثيرون يغترون بالتفوق ولكن لا ينظرون الى فوارق المنافسة فمثلا إن كان بين الأول وأقرب منافسيه فارق كبير جدا ويتكرر ذلك لأكثر من مره ومرتين فهذا يعني أن المتفوق في المكان الخطأ. هناك من يصنفون أن المتفوق الثاني يكسب أكثر من الأول حيث أنه يجد من يضيف إليه ويستفيد منه. كثيرون أُحبطوا بسبب إختلاف التنافس وكبر الفوارق وعدم مراعاتها، ولو بحثنا قليلا عن المبدعين لو جدناهم تنقلوا بين محطات مختلفة يتركون إبداعا هنا وينقلون إبداعا آخر إلى هناك.
العقل معجزة إلهية وهبنا الله إياها كما وهبنا الكثير من النعم بفضله وكرمه وبالتالي جل المشكلات هي من عدم استغلاله بالشكل الصحيح ومعرفة الإمكانات الهائلة والطاقات الكامنة به التي لم تحركها الهمم ولا البوصلة في الاتجاه الصحيح.
كثير من الشباب يعانون من قلة الحظ ولوم الظروف وأطراف أخرى غيره وما ان بحث في نفسه الا وجد كنوزا استطاعت نقله من عالم إلى اخر فتغير مكانته وماديته ومستوى معيشته ورفاهيته واسرته وكل عالمه.
قبل أن تحكم على نفسك انظر الى مركزك ومن حولك واعرف قدر التفوق والمنافسة، لا تغتر به كثيرا ولا تندبه كثيرا بل كن متوازنا بين الإثنين.
@Majid_alsuhaimi