عبدالرحمن المرشد


ما يتم رصده من انتشار الحدائق بشكل كبير في مدينة الرياض وغيرها من بقية مدن المملكة العربية السعودية، أمر له عدة مؤشرات إيجابية كما أنه أمر يؤكد حجم وأهمية مشروع الرياض الخضراء الذي تم إطلاقة قبل سنوات تحديداً في عام ٢٠١٩ كأحد أهداف رؤية السعودية ٢٠٣٠ وذلك بقصد تحقيق عدة مستهدفات منها رفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم، وكذلك يهدف هذا المشروع إلى رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة إلى ٢٨ متراً مربعاً، بما يعادل ١٦ ضعفاً عما هي عليه الآن، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية في المدينة إلى ٩٪ . مشروع جبار ومهم بدأنا نلحظ بداياته التي انطلقت بقوة متفائلين بنجاح المشروع من خلال انتشار المساحات الخضراء في كافة مدينة الرياض وغيرها من المدن الأخرى في المملكة العربية السعودية حيث تضاعفت أعداد الحدائق وأشجار الشوارع بشكل كبير ولافت للنظر مما يؤكد التحول الواضح على بيئة العاصمة لتصبح خضراء في القريب العاجل - بإذن الله -.
وهنا أود التنويه بأن وجود تلك الحدائق بشكل كبير في داخل الأحياء يعتبر فرصة جميلة للاستفادة منها في جوانب أخرى مثل وضع مكتبة عامة تخدم الحي في إحدى تلك الحدائق بحيث تصبح ملتقى للسكان يتعارفون ويلتقون وتزداد بينهم الألفة والمحبة، وأيضاً تجهيز قاعة لمناسبات الحي يمكنها أن تخدم سكان الحي في كافة المناسبات سواء الاجتماعية أو الرسمية مثل الاحتفال باليوم الوطني أو الاحتفال بيوم التأسيس وكذلك يوم العلم والأعياد «عيد الفطر وعيد الأضحى»، لتصبح هذه الحدائق مكاناً يجمع سكان الحي وأبنائهم ليتعارفوا وتتحقق عن طريقها تعزيز وتطوير المزيد من الروابط والعلاقات الاجتماعية بينهم بدلاً من الوضع الحالي الذي قلت فيه مظاهر الرابط الاجتماعي وربما يجدها تقتصر على مشهد محدد والمتمثل في تجمعات محدودة بين الجيران في أحد المنازل.
أرى أن وجود مثل تلك الأماكن المخصصة و القاعات المجهزة داخل إحدى حدائق الحي فكرة جميلة تساعد على زيادة الروابط الاجتماعية بين الجيران كما أنها تساعد على تنظيم المناسبات والتجمعات مع بعضهم البعض وكما أنها تساهم في تنظيم عمل معارض للبارزين من أبناء وبنات الحي في كافة الفنون والمعارف ليتعرف على إبداعاتهم أمام الجميع.
فكرة أتمنى تطبيقها ودعمها من قبل أمانات المناطق لترى النور بما يخدم الصالح العام.
@almarshad_1