د. عبدالوهاب القحطاني


في البداية أهنئ المتابعين الكرام لصحيفة «اليوم» بعيد الفطر السعيد وكل عام والجميع بخير. وأتمنى للجميع عيد فطر سعيد تعمه المحبة والسعادة والأمن والأمان في بلد الخير، الكثير من الناس يعدون العدة في هذه الأيام لمناسبة عيد الفطر من حيث الطعام والشراب والملابس والاحتفالات الأسرية والترفيه ما ينتج عن ذلك من مصاريف إضافية عن المعهود، وقد تكون التكلفة باهظة لبعض الأسر المتواضعة من حيث القدرة الشرائية ما يستدعي إدارة حكيمة لميزانية هذه المناسبات للتقليل من تكاليفها عليهم.
يتبادل الأب والأم والكبار من الأبناء والبنات الآراء حول متطلبات العيد العديدة وما يترتب عليها من تكاليف على الأسرة، خاصة في الأسر محدودة الدخل والخيارات، فالأبناء والبنات على وجه الخصوص يرغبون في إظهار الزينة والفرحة والسعادة مع غيرهم بما يلبسونه من ملابس جديدة، بينما يتحمل رب الأسرة تكاليف سعادتهم ورفاهيتهم بسرور أو صعوبة حسب قدرته المالية، وهناك بعض الأسر التي تخطط لزيارة أماكن الترفيه برسوم عالية، خاصة في المدن الكبيرة، وهذا أمر في غاية الأهمية للأسرة، الحقيقة أن العيدية تأخذ نصيبها من ميزانية العيد، خاصة في الأسر المتواضعة مالياً.
أتحدث بشكل عام عن القدرة الشرائية لمتطلبات الأسرة متدنية الدخل والأخرى متوسطة الدخل في الأعياد والمناسبات الأخرى والتي تحددها الميزانية حسب ما خطط له مسبقاً رب الأسرة سواء الوالد أو الوالدة أو الناضج من الأبناء أو البنات، وذلك وفق ما يتوفر من مال بيسر من غير الحاجة للاقتراض من الأقارب والأصدقاء وربما من مؤسسات الإقراض، لغلاء المعيشة دور كبير في غلاء الأسعار على الأسر متوسطة الدخل وكذلك الأسرة متواضعة الدخل أو عديمة الدخل ما يستوجب العقلانية الاقتصادية في تدبير أمورها في هذه المناسبة السعيدة.
كما أن للمؤسسات الخيرية دورا إيجابيا في دعم المحتاجين من الأسر للمال لتلبية تكاليف متطلبات الأعياد للأسر معدومة الدخل أو ضعيفة الدخل، أما على مستوى الطبقة المتوسطة فإن من أهم فوائد التخطيط لميزانية الأسرة خلال العام أنها تبعد الأسرة عن الأزمات الاقتصادية والمالية وما يرتبط بها من إنفاق واقتراض مكلف، كما تخفف عنها العبء المالي والنفسي من هموم الديون للأقارب والأصدقاء والبنوك، إن لكفاءة إدارة الأسرة لميزانيتها، خاصة خلال المواسم في الأعياد والمناسبات الأخرى دور كبير في المحافظة على مستوى الرفاهية وجودة الحياة والمعيشة.
تستطيع الأسرة الحكيمة تصريف أمورها المالية لمواجهة متطلبات العيد من خلال الترشيد في الاستهلاك الأسري، وتسهم إدارة ميزانية الأسرة في توعيتها، وإرشادها إلى معرفة قيمة الدخل وتصريفه، والإنفاق العقلاني الرشيد في فترات الأعياد والمناسبات الأخرى، مشكلة المضاهاة الاجتماعية من العقبات التي تواجه الأسر، لكن يجب فهم المثل الشعبي الذي يقول»مد رجولك على قدر لحافك».
لا بد من التوعية بمدى تلبية احتياجات العيد لأفراد الأسرة ضعيفة الدخل وكذلك معدومة الدخل حسب الأولويات والقدرة الشرائية، ومن الضرورة أن تدعم الجمعيات الخيرية وأصحاب الأعمال أولئك المحتاجين ليسعدوا بالعيد ويكسب المحسنون الأجر والثواب والرحمة والمغفرة من الذنوب، أما من ناحية إدارة ميزانية الأسرة للعيد فالأفضل أن تكون بالفرد العقلاني الاقتصادي ما يساعد على تصريف الميزانية بكفاءة عالية ليرضي الجميع لأن الشخص العاطفي المندفع قد يطغى سلوكه الاستهلاكي على عقلانيته ومنطقه ما يجعل الميزانية للعيد غير كافية.
كلية الأعمال KBS
@dr_abdulwahhab