د.محمد العرب


هل يمكنك عزيزي القارئ أن تتخيل عالماً تتفاعل الأشياء فيه من حولنا مع بعضها البعض ومعنا بشكل ذكي؟ إن تكنولوجيا إنترنت الأشياء تمهّد لهذا المستقبل، حيث يتم ربط الأشياء بالإنترنت لتبادل البيانات وتحسين حياتنا بشكل لا مثيل له.
إنترنت الأشياء «IoT» هي تكنولوجيا تمكن الأجهزة والأشياء المختلفة من التواصل والتفاعل مع بعضها البعض عن طريق الإنترنت وهو مستقبل الإنترنت والتطور الطبيعي لاستخداماته، وقد شهدت هذه التكنولوجيا نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تستمر في التطور والتوسع في المستقبل، يعتبر إنترنت الأشياء من الابتكارات التكنولوجية الرئيسية التي ستؤثر بشكل كبير على حياة الناس والعديد من الصناعات في المستقبل، فمن خلال توصيل الأشياء ببعضها البعض وبالإنترنت، يمكن تحسين أداء الأجهزة والأنظمة وزيادة فعاليتها وكفاءتها ويمكن أن يكون له تأثير كبير على القطاعات المختلفة مثل الصناعة والزراعة والصحة والنقل والطاقة والبيئة .
من خلال تطبيق تقنيات»IoT» يمكن للشركات والمؤسسات تحسين عملياتها وتقديم خدمات أفضل للعملاء ومن المتوقع أن تشهد سوق إنترنت الأشياء نمواً كبيراً في السنوات القادمة، حيث يتوقع أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت إلى مليارات الأجهزة وسيكون لهذا النمو تأثير كبير على الاقتصاد والمجتمع والبيئة، ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن تكنولوجيا إنترنت الأشياء تثير العديد من التحديات والمخاوف حاليا مثل مشاكل الأمن والخصوصية والتشغيل ولكن مع تطور التكنولوجيا وتحسن البنية التحتية، يمكن تجاوز هذه التحديات وضمان استفادة كاملة، شخصيا أعتقد أن مستقبل إنترنت الأشياء واعد ومشرق، وسيكون له تأثير كبير على حياة الناس والشركات والمجتمعات ومن المهم أن نتبنى هذه التكنولوجيا بشكل حكيم ونضمن استخدامها بطريقة مسؤولة من أجل تحقيق أقصى استفادة منها، ولا بد من أن نؤمن بأن تكنولوجيا إنترنت الأشياء تعتبر ميداناً متطوراً يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للمجتمع العربي، حيث من خلال تبني تكنولوجيا «IoT» يمكن للدول العربية تحسين البنية التحتية، وتطوير الصناعات، وتعزيز الخدمات العامة، وزيادة كفاءة الطاقة، وتعزيز الزراعة الذكية، وتحسين قطاع الصحة وحماية البيانات والخصوصية وضمان الأمان السيبراني، وتطوير المهارات التقنية في المجتمع العربي للاستفادة الكاملة.
ومن البلدان المتقدمة في مجال تكنولوجيا إنترنت الأشياء الولايات المتحدة، الصين، كوريا الجنوبية، اليابان، ألمانيا، والدول الإسكندنافية مثل السويد والدنمارك، حيث تستثمر هذه الدول بشكل كبير في البحث والتطوير وتطبيقات «IoT» في مختلف المجالات، ختاما إن التوسع الحاصل في إنترنت الأشياء يقوده حاليا القطاع الخاص ومدفوعاً في الرغبة بالربحية والتنافسية بين منتجي التطبيقات والأجهزة الذكية في هذا القطاع المربح، ولا تتوفر حالياً تقديرات لحجم سوق إنترنت الأشياء إلا أن الأرقام الأولية تشير إلى حجم كبير وقابل للتوسع بشكل هندسي.
أما الحكومات التي تشكل جهة التنظيم والرقابة والتشريع داخل حدودها الوطنية، فإنها ما زالت في طور التلمس لمعرفة أبعاد هذه الظاهرة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، أي أن معظم دول العالم لم تبدأ بعد في رسم سياساتها تجاه التعامل مع إنترنت الأشياء والاستفادة القصوى منها في بناء مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة.
@malarab1