اليوم: د. نورهان عباس

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها خلال الأسبوع الحالي، لتستكمل بذلك مسيرتها القياسية مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق وسط بيانات اقتصادية أمريكية قوية وتوترات جيوسياسية متزايدة. وارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.5 ليتم تداوله عند 2342 دولارًا للأونصة بعد أن سجل لفترة وجيزة مستوى قياسيًا جديدًا عند 2353 دولارًا للأونصة في وقت سابق من الجلسة. وسجل المعدن الأصفر أعلى مستوياته على الإطلاق في الأسابيع الأخيرة بشكل متكرر.
لكن رغم كل هذه الارتفاعات، لا يزال بعض المحللين يرون أن هناك مجالاً لهبوط أسعار الذهب العالمية خلال العام الحالي، مع زوال نشوة الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن، وفق ماذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
ماذا يرى محللو وول ستريت؟
بالنسبة لبعض المحللين في وول ستريت، فمن المتوقع أن تستمر قوة سعر الذهب حتى النصف الثاني من العام على الأقل.
وقد وصف بنك "سيتي" في السابق الأصل بأنه ”تحوط من الركود” في السوق المتقدمة في حين أشار آخرون إلى أن التقلبات الناجمة عن الحروب المستمرة في أوكرانيا وقطاع غزة يمكن أن توفر المزيد من الدعم.
نظرة مخالفة
لكن ليس الجميع مقتنعين بأن أسعار الذهب ستستمر في الارتفاع. وقال بوب باركر كبير المستشارين في رابطة رأس المال "ترايد بودي إنترناشيونال كابيتال ماركتس أسوسيشين":"أعتقد أن هناك عاملين، فالعامل الأول هو ما أسميه تأثير اللحاق بالركب حيث إذا نظرت فعليًا إلى نسبة الذهب مقارنة بأسواق الأسهم العالمية في العام الماضي وبداية هذا العام فستجد أن أداء الذهب كان ضعيفًا بشكل كبير".
اقرأ أيضاً: 6.9 مليار ريال القروض السكنية للأفراد من البنوك في شهر
وتابع :"لذلك، هناك تأثير اللحاق بالركب حيث يتطلع المستثمرون إلى الأداء الضعيف للذهب وبالتالي زيادة التداول في الذهب".
بيتكوين والذهب
وأضاف باركر:"إن الأمر يتعلق في الواقع بالارتباط بين الذهب والبيتكوين ويمكن للمرء الدخول في نقاش حول ما إذا كان ذلك ذا معنى أم لا ولكن الحقيقة هي أن هناك علاقة بين البيتكوين والذهب".
البنوك الآسيوية
وأردف:" أما العامل الآخر، حيث يكون من الصعب جدًا الحصول على البيانات، هو أنني أعتقد أنه كانت هناك بعض عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية خاصة من البنوك المركزية الآسيوية مما أدى إلى زيادة تخصيص أصولها في احتياطياتها للذهب".
انتكاسة الذهب
وبالنظر إلى المستقبل، قال باركر إن أساسيات الذهب تبدو وكأنها ترسم صورة هبوطية مستشهداً بقوة الدولار الأمريكي وارتفاع عائدات السندات والشكوك التي تتسلل إلى خطط خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وانخفاض التضخم ”بشكل معقول”.
اقرأ أيضاً: كيف تقدمت البنوك المركزية في معركتها ضد التضخم منذ بداية 2024؟
وأردف باركر: ”كل هذه العوامل تشير في الواقع إلى أن الاتجاه الصعودي في الذهب بصراحة ضئيل وأعتقد أن الذهب الآن معرض بشدة لانتكاسة”.
وتماشياً مع هذه التوقعات، أبقى البنك المركزي الأمريكي الشهر الماضي أسعار الفائدة ثابتة للاجتماع الخامس على التوالي وأبقى سعر الفائدة القياسي على الاقتراض لليلة واحدة عند 5.25% -5.5%. وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا إلى أنه لا يزال يتوقع تخفيضات بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية بحلول نهاية عام 2024.