شيخة العامودي تكتب:


مع صبحية العيد نعود لنمط الحياة الذي نتبعه لمدة إحدى عشر شهرا في السنة وتنهال بعد الإعلان عنه إلى صباحه التهاني والتبريكات وأجمل الدعوات وتنتشر رائحة الأطياب والبخور في المجالس في ذات الوقت وتأخذ الطرقات ومداخل الأبواب من أريجها نفحات وتشعر أن الكون كله في صبحية العيد يحتفل معك بهذا اليوم المبتهج البهيج.
أصوات الأطفال وأناشيد العيد تحلق حولنا، ملابس الفتيات الزاهية وحقائبهن الصغيرة تمتلئ بأنواع من الحلوى وفئات من العيديات، البعض لا يزال يحرص على الحنة فتتزين أكفاف الكبيرات والصغيرات بالنقوش بلونها الأحمر المميز و يتوافد المعيدون كبارا و صغارا على المجالس بأثوابهم ناصعة البياض ليقدمون تهنئة العيد ويلتقي الأقارب والأصدقاء والكل مبتهج بفرحة الفطر وفرحة إنجاز عبادة من أحب العبادات لله.
من صبحية العيد إلى مسائه تختلف الأجواء وتتميز بشيء طيب يثري الحواس فأنت أتممت ركنا من الإسلام وأقمت شعائره بكل خضوع لله، تقلبت خلال شهر بين عبادات كثيرة تبتغي فيها رضاه وختمته بزكاة امتثالا لأمره عز في علاه فأفاض عليك الكريم بركته فهو ذو الجلال والإكرام سبحانه جل في سماه يوفي الأجور ويجزل العطاء.
تبتسم الروح قبل الوجوه في صبحية العيد ويأنس البشر ببعض ويمر اليوم وتغيب شمسه وتهدأ المجالس وتخلو الأماكن والكل يعود لمنزله فتجتمع الأسر وتتداول الأحاديث، و البعض كأنا نتذكر بكل تقدير و امتنان من فاتهم كل ذلك فهم على الحدود عيون ساهرة تحمي البلاد فنجود لهم بالدعاء ونسأل الله لهم و لأسرهم الكثير و الكثير من الأشياء ، نترحم على الشهداء ونحن نثق بأنهم منعمين في منازل خير كتبها لهم الله.
لا تمر صبحية العيد غالبا إلا و أنا أتذكر صباحياتنا و نحن أطفال حيث البهجة تطرق الذكريات أحكي لأبنائي عن قصصنا ونحن صغار و أتذكر و أخوتي مواقف حفظتها الذاكرة لتلك الأيام ، نتذكر موظة ملابسنا و حلينا كالتي على شكل هلال و التي لأصالتها أصبحت ترند لهذه الأيام.
*معايدة :
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
@ALAmoudiSheika