فهد الخالدي


تثبت الوقائع كل يوم أن التغير هو الثابت الوحيد في الحياة المعاصرة على الأقل إن لم يكن هو الحقيقة الثابتة منذ الأزل، فالإنسان يتغير والكون حوله يتغير وسبحان الذي لا يتغير ولا يتبدل، ما يعنينا هو تغير الإنسان حيث تثبت الأحداث على مدى التاريخ أن الأمم والأفراد لا تتحسن أحوالها ولا ترتقي أجيالها إلا إذا سعت للتغير الإيجابي الذي يرقى بحياة الأفراد والأمم.
التغيير مهم في عمل المؤسسات سواء كان ذلك في ثقافة المؤسسة وهو الأهم أو غيره من التغيير الإيجابي الذي ينتج عنه عوامل إيجابية إضافية تساعد في تحقيق أهداف المؤسسة، والتغير التنظيمي يشمل كافة هذه الجوانب ونعني به التغير الملموس في أنماط السلوك لدى العاملين بحيث يظهر ذلك في توافق هذا السلوك التنظيمي الجديد مع متطلبات وبيئة العمل الداخلية والخارجية خاصة إذا كان هذا التغير ناجما عن تعديلات في أهداف وسياسة الإدارة أو بعض عناصر العمل بقصد إدخال تحسينات تؤدي إلى تطوير الأداء وتحقيق الأهداف ويشمل ذلك بالطبع زيادة قدرة المؤسسة على التكيف مع البيئة المحيطة ومساعدة الأفراد في تشخيص المشاكل، لم تكن الآراء بين زملائي متباينة إلى حد بعيد سواء في مفهوم التغير أو إيجابياته وفوائده، فلا أحد يجاهر بالرأي الذي يكون ضد التغيير، بل كان الجميع بشكل أو بآخر لا يعارض التغيير، وربما يكون ذلك هو طابع الآراء بشكل عام لو طرح نفس الموضوع في مناسبة أخرى مع آخرين.
التغير يكون أحيانا إلى الأسوأ وأننا نتقبله مجاراة للأغلبية حينا أو لأنه يتم برغبة صاحب القرار حينا آخر.. كما أن كثيرًا من الأمور التي ننادي بتغييرها وهذا هو الأهم أمور سلبية طارئة وأن تغييرها هو في الحقيقة عودة إلى الأصول فهو تغيير للتغير السلبي الذي ينجم عن مسايرتنا لما يحصل ليس قناعة وإنما كما وصفناه هو مسايرة بالضبط، ويتضح ذلك في الجانب المتعلق بالقيم الإنسانية والاجتماعية وحتى العادات الشخصية التي شهدت في كثير من المجتمعات تغييرا أدى إلى أن تحل معها قيم وعادات سلبية وصحيح أن ذلك لا يمكن أن نعممه على كافة المواقف .
على كل حال تظل المشكلة الأكثر تأثيرًا هي مقاومة التغيير ومحاولة التشبث بما اعتاد عليه الإنسان وهو أحد أهم العوامل التي تعيق تقدم المؤسسة كما تعيق تطور الفرد أيضًا نحو الأفضل.
@Fahad_otaish