الكثير منا يعيد اكتشاف نفسه من حين لآخر ما لم تتح له سرعة الحياة ومشاغلها التعرف عليها، ومن نتائج هذه الوقفات الإيجابية الاستغناء عن بعض السلوكيات، التي فيها هدر للمال والوقت.
مع عشقي للقهوة إلا أنني لم أكن أملك جهازا مختصا لإعدادها، فشراؤها من المقهى كان أسهل وأسرع.. حتى اتضح لي مع تجربة لم تكن في الحسبان أن في إعداد القهوة لذة مختلفة، فأنت تعدها بيديك بحب، وتعرفت على أنواع الحبوب الفاخرة، والألوان المتعددة لتحميص حبوبها حتى يتم الحصولُ على النّكهة اللذيذة، التي تتناسب مع طقوسك.. منذ ذلك الحين قررت شراء جهاز للاستمتاع بقهوتي في كل وقت وللتوفير، فقد استُنزفت الميزانيات من أكواب القهوة اليومية.
العام اليوم مرتبك في مشهده الاقتصادي خاصة فيما يتعلق بأسعار المنتجات الاستهلاكية أو الكمالية، وبما أننا جزء من العالم يفترض أن لا نغفل الوقوف دوما عند عاداتنا الاستهلاكية وضبط ميزانياتنا وفق ما ينعكس بصورة إيجابية على وضعنا المالي ويتناسق مع قدراتنا الشرائية والمدخول الشهري .
على المستهلك توخي الحذر والتحلي بالعقلانية ووضع آلية في الإنفاق والتأكد من أنك تحتاج للمنتج، الذي تود شراءه فعلاً ولا تريد مجرد الاقتناء، كما يمكننا أن نستمر في ممارسة العادات الإيجابية التي وإن بدت بسيطة فهي ذات تأثير واضح في المشهد الاقتصادي على مستوى الأفراد، مثل أنك تعد قهوتك بنفسك بدلا من شرائها بمبلغ قد يزيد عن عشرة ريالات للكوب الواحد.
علينا كمستهلكين الوعي عند الشراء، وذلك بالتأكد من جودة المنتج وسلامة الأسعار، خاصة أن الجهات المعنية مستمرة بالحملات التفتيشية على الأسواق والمحال التجارية للتأكد من التزامهم بالأحكام والأنظمة وهو ما يشكرون عليه ويفترض أن نتعاون معه.
DrAL_Dossary18 @