تتغنى بعض جهات العمل بامتلاكها البيئة المثالية، وهي الضالة التي يبحث عنها الجميع، ولكن ما هو تعريفهم لبيئة العمل المثالية؟ وما هي معايير التصنيف؟ ومن هي الجهة المصنِّفة؟ وهل قائلها ممن شعر بها أم ممن يروج لها؟ وهل التصنيف عام أم مخصص؟
في بعض الأحيان يبني الباحث عن العمل تصوره من بعض الجمل الإعلانية المكتوبة في إعلانات التوظيف، أو السمعة الإعلامية التي بنتها جهة العمل من إعدادها للقطاتها المتقنة من زوايا مدروسة يتم إظهارها بعناية وفق الأهداف المناطة بها وبمدد وقنوات النشر، وبعد التوظيف تظهر الحقيقة، إما أن ما روج حقيقيا، أم هي مجرد هالة جمالية من الخارج فقط!
فضلاً! لنجب على بعض الأسئلة السريعة التي قد تدلنا على الضالة، هل يوجد في جهة عملك، سلم رواتب، ومسار وظيفي واضح؟ هل تحصل على التدريب اللازم للتطوير والتنمية المهارية؟ هل يطبق نظام حقيقي يحكم الكوادر البشرية قادة وموظفين؟ هل تظلَّمت وأنصِّفت، أو شهدت على الإنصاف؟ هل الترقيات والزيادات والمحفزات عادلة للجميع أم تخصص بناءً على الأهواء والمصالح الشخصية؟ هل ما سبق غير هام!
قد يرى البعض عدم أهمية جزء مما ورد من الأسئلة، والأهم هو وجود التعامل الإنساني من التقدير، الاحترام، والثناء! وقد يعتقد البعض بعدم أهميتها، من مبدأ الاحترافية في العمل، وتصوره أن الموظف لا بد من أن يعيش الضغط، حتى إن كان الضغط هو مشهد مسرحي يتنفس من خلاله أحدهم على أحد موظفيه للتسلية، أو للتنفيس، أو ليستمتع بألم، حزن، تعكير صفو الآخرين؛ ويختم مشهده بلقطة الانتصار العظيمة، وذلك بإحضاره لسيرة الضحية الذاتية ويقول له: نصصت في سيرتك الذاتية بتحملك للضغوطات العمل، أين هو تحملك!
من أبشع ما قد تواجهه في العمل، هو الصراخ، والذي يزداد علوه حسب الصلاحيات الوظيفية! رغم أن من ينتهجه أجبن مما يتخيل، لأنه متستر خلف مكانته التي استطاع أن يتسلط من خلالها على غيره، ولا يقل أي تصرف آخر عن هذه الحقيقة طالما أساء استخدام سلطته.
شاهدت كتم الغيض، وقوة ضبط النفس، ممن يصنف فعلاً بالقوي، لأنه امتلك السلاحين، المال والسلطة، ولكنه يعرف قدر نفسه، وحدوده التي رسمها لذاته، والتي تعد دستوراً له، فشتان بين الإثنين!
تعريف ضالتنا، يختلف حسب ما نبحث عنه، وحسب أولوياتنا، وترتيبها، وقد أصنف جهة ما بالمثالية، ويكون تصنيفها لديك بالسيئة، حتى إن كنا سوياً نعمل في نفس هذه البيئة! فشاركني بتعريفك لضالتك؟
@2khwater