يوافق يوم 21 من شهر أبريل الحالي، «اليوم العالمي للإبداع والابتكار» وهما عاملان ضروريان في تطور المجتمعات بشكل عام، والشركات والمؤسسات بشكل خاص.
ولا تندهش حين تعلم أن الشركات والمؤسسات الكبرى تنفق المليارات من الدولارات سنويا في مجالات البحث والتطوير ويرمز لها «R&D»، والمعلوم حتما وواقعا أن الشركات والمؤسسات التي لا تواصل التطور والنمو سوف تتوقف يوما ما ويتجاوزها القطار. ولعلك تتسأل مثلي عن أسماء شركات كانت مشهورة على مستوى العالم ثم ضعف دورها الريادي أو اختفت بعد أن كانت نارا على رأس علم.
ومن الملاحظ أن القطاع العام في عدة دول صار يعي تماما أهمية مجال البحث والتطوير، ويعتبرها اليوم مسألة أساسية في دفع عجلة التنمية والتقدم في مجالات متعددة، ونقلا عن واس «9 ربيع الآخر 1445 هـ الموافق 03 نوفمبر 2023 م»: « أعلنت الهيئة العامة للإحصاء اليوم، عن نشرة إحصاءات البحث والتطوير لعام 2022م، حيث أشارت نتائج النشرة إلى بلوغ قيمة الإنفاق 19.2 مليار ريال، بنسبة ارتفاع 32.7% مقارنة بالعام 2021م».
والحقيقة أن الإبداع والابتكار لهما شأن كبير في حل معضلات كبرى على مستوى العالم فيما يتعلق بالاقتصاد والطاقة والبيئة والغذاء. وبمناسبة هذا اليوم العالمي أكدت هيئة الأمم هذا الشأن: «فالإبداع يقدم حلولاً لبعض أكثر المشاكل إلحاحاً مثل القضاء على الفقر والقضاء على الجوع . لقد أصبح الإبداع والابتكار البشري، على المستويين الفردي والجماعي، الثروة الحقيقية للأمم في القرن الحادي والعشرين».
وفي باب المصطلحات، فالبعض يفرق بين الإبداع والابتكار حيث يرى أن الإبداع هو توليد أفكار جديدة وخارجة عن المألوف أو كما يقال التفكير خارج الصندوق. وأما الابتكار فهو تحويل الأفكار إلى منتج أو خدمات أو قيمة مضافة أو يساهم في تحسين الجودة مع تقليل التكاليف أو زيادة الفعالية والإنتاج، ويمكننا القول إن الإبداع يأتي أولا ثم الابتكار يحول الفكرة إلى منتج أو خدمة، ويمكننا أن نقول إن الإبداع أشبه بالنظرية، والابتكار هو التجربة والواقع المحسوس، والنافع المفيد.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدة عوامل تساعد وتساهم في تحفيز الإبداع والابتكار، وقد تبدو بديهية! ولكن المهم هو التطبيق والتنفيذ، منها مثلا: تشجيع التفكير بطرق مختلفة والمرونة العقلية في تقبل الأفكار الخارجة عن النمط السائد، وغير المعتادة، ومن المهم كذلك عدم قتل الأفكار حديثة الولادة! بل إعطائها الفرصة لتنمو وتنضج.
نقطة أخرى مهمة هي توفير الدعم المادي والمعنوي بسخاء، وتوفير الموارد اللازمة، والاستثمار الحقيقي لتحويل الأفكار إلى منتجات عملية ونافعة، والارتقاء بالخدمات المقدمة.
أضف إلى ذلك، من الضروري جدا تحفيز وتشجيع الموظفين، وتقديم الحوافز والمكافآت والترقيات للأفكار المبدعة والخلاقة التي تساهم بفعالية في تحقيق أهداف المؤسسات والشركات والهيئات في القطاع العام والخاص.
وعلاوة على ما سبق، فالتعلم والتطور مسألتين مستمرتين، ولا تتوقف عند منصب أو درجة معين، فهي تشمل الجميع بلا استثناء، بالإضافة إلى ضرورة اكتساب المهارات الجديدة.
الكثير من الناس يعتقد أن قسم البحث والتطوير من الشكليات، ولكن الحقيقة أنه عصب النمو والاستمرارية، بل والتفوق.
@abdullaghannam