جواهر خالد - الدمام تصوير: طارق الشمر 

قالت مديرة مركز السموم في صحة الشرقية د. مها المزروع، إن المؤتمر الدولي الخامس حول الأدوية والسموم الحديثة، الذي انطلق تحت رعاية وزير الصحة فهد الجلاجل، بعنوان ”الحلول المبتكرة لتحديات علم الأدوية وعلم السموم الحديثة - قيادة التغيير“، يهدف إلى توصيل رسالتين رئيسيتين، هما تعزيز التعامل المهني المشترك، والتشاور بالرأي للخروج بالتوصيات الأمثل.

وأوضحت أن المؤتمر يتضمن برنامجًا علميًا رئيسيًا ب 26 محاضرة، و30 متحدثًا، و3 ورش عمل، ويقام على هامش المؤتمر معرض علمي مصاحب، وعدد من الأنشطة العلمية والعملية والبحثية، منها المسابقة العربية لعلم السموم، ومسابقة ملصقات الأبحاث، ومسابقة عرض التجارب الطبية، ومسابقة التوعية الصحية.

مؤتمر "الصيدلة والسموم" بالشرقية - اليوم

أحدث الابتكارات

وقالت: يستهدف المؤتمر أحدث الابتكارات والتعامل مع الذكاء الاصطناعي، ودراسة أهم المستجدات في مجال مكافحة المخدرات، وطرق الكشف عنها، ومعالجة طرق اختباراتها السابقة؛ للتماشي مع الحملات الأمنية.

وبيّن أن المؤتمر يعرض معرفة كيفية التعامل مع السموم بشكل عام، وذلك من خلال عرضها في الجلسات والورش التي تسبق المؤتمر، والتي تم توزيعها على مسميات المؤتمر وهي المعرفة والمهارة والقدرة.

وذكرت أن علم السموم علم مشترك في كافة التخصصات، فيحتاج إلى طبيب الطوارئ، والصيدلي الإكلينيكي للمرور على المرضى للتأكد من عدم تعرض المرضى لأي نوع من أنواع السموم، وإلى الممرض لاستقبال حالات التسمم والتعامل معها بشكل سريع وآمن، وأخصائي المختبر ليتعامل مع السموم.

مسابقة علم فرسان السموم العرب

وأشارت إلى بناء مسابقة علم فرسان السموم العرب في المؤتمر، على مفهوم العمل الجماعي، وأن الفريق يتشكل من ثلاثة تخصصات مختلفة، يتشاورون في الإجابة ويقدمونها، موضحةً أن الفكرة من هذه المسابقة هي تعزيز التعاون، وتضافر الجهود، والاستماع للمشورة، وذلك للوصول إلى أسرع وأدق توصية.

وأكدت د. مها المزروع أن الطبيب الشرعي وأخصائي السموم وجهان لعملية واحدة، فالطبيب الشرعي يتعامل مع الوفيات للتأكد من سبب الوفاة بشكل عام، سواءً كانت بسبب طبي أو بسبب السموم، من خلال سحب عينات بيولوجية أو عينات من الأحشاء.

وقالت: إن معرفة مصدرالسموم يساعد في التحكم بالمادة، وأكثر السموم شيوعًا هي الأدوية المستخدمة بدون وصفة، مثل أدوية ”البنادول“، والتي تؤخذ بشكل متساهل قد تؤدي إلى مشاكل في الكبد.

المواد الكيميائية

وركزت على وجهين للتسمم، الأول هي المواد الكيميائية الموجودة في البيوت والتي تكون ضحاياها غالبًا الأطفال، والوجهة الآخر هو كثرة انتشار تصنع الطب في مواقع التواصل الاجتماعي، والإعلان عن الكثير من المنتجات الكيميائية التي لم تثبت سلامتها.

وشددت على أن إدمان الأدوية النفسية يُعتبر تحديًا كبيرًا، لأنه قد يؤدي إلى إدمان المخدرات، وذلك بسبب ضعف عوامل الحماية لدى المراهقين، وضعف التوعية وحل المشاكل السلوكية، وعدم تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهقين، وهذا يجعل المراهق يحاول إن يثبت ذاته في التخلص من الخوف أو القلق أمام زملائه، من خلال استخدام هذه المواد.



ولفتت إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إجراء التجارب العلمية، الأمر الذي يناقشه المؤتمر، بالإضافة إلى استخدامه في تشخيص حالات التسمم، من خلال قاعدة بيانات موحدة في المملكة للسموم، ومحاولات التنبؤ بخطورة المادة من خلال الأعراض الموجودة على المريض، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في صرف الأدوية والتحكم فيها والذي سوف يناقش المؤتمر هذه الدراسات.

واختتمت د. مها المزروع بعبارة ”الوقاية ثم الوقاية ثم الوقاية“، وأن المؤتمر ركز على جانب الوقاية أكثر من العلاج، لأن الوقاية هي أساس الموضوع والتي تبدأ من تعزيز الحماية أكثر من معالجة الخطورة، فعوامل الحماية تنشأ منذ الطفولة من الأسرة ثم المدرسة وذلك من خلال التوعية والإرشاد وإعطاء المعلومات الصحيحة والإجابة عن جميع الأسئلة.