مطلق العنزي يكتب:


آثار مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» ضجة. ووزارة الإعلام الكويتية والكويتيون والخليجيون محقون حينما احتجوا ورفعوا أصواتهم، إذ يتحدث المسلسل باللهجة الكويتية، ويوحي بأن أحداثه ووقائعه جزء من طبيعة المجتمع الكويتي وسلوكياته. وهذا بهتان مبين وحاشا المجتمع الكويتي أن يكون حاضناً لهذا النوع من السلوكيات الدنيئة التي تمثل سلوكيات فردية جداً في المجتمعات الخليجية وحتى العربية.
في موسوعة «ويكبيديا» يقول تعريف المسلسل بأنه يناقش «العلاقات الاجتماعية المعقدة في الخليج»، لا حظوا «العلاقات الاجتماعية المعقدة» ولم يقل الوقائع الشاذة، وهذه أخطر رسالة للمسلسل.
الإنتاج التلفزيوني والسينمائي الخاص هدفه الأول الربح، دعك مما يتشدق به المنتجون والممثلون من المبررات دفاعاً انتاجهم. ومعيار النجاح هو المشاهدات والإقبال الكثيف والضجة.
لا أحد يعترض إذا ما عرضت المسلسلات والسينمائيات ظواهر سلبية وجانحة تحتاج إلى تسليط الضوء. لكن الخطيئة الفادحة هي الإيحاء بأن الوقائع الفردية الشاذة ظواهر.
بطلة المسلسل هدى حسين اخذتها العزة بالأثم، حينما قالت أن حوادث المسلسل تمثل ظواهر.
متى تصبح الحوادث الفردية ظواهر حتى يكون لدى المنتجين السينمائيين والتلفزيونيين الحق الموضوعي والأخلاقي في معالجتها؟ مثلاً؛ تعاطي المخدرات وتهريبها أصبح ظاهرة في دول الخليج، وليس عملاً فردياً. ولا أحد يعترض إذا ما أقدم منتج تلفزيوني أو سينمائي على عرض الظاهرة ومعالجتها. وكذلك المخالفات التجارية والاحتيال، وأيضاً العداوة بين الأقارب وملاجاجاتهم في المحاكم.
والأحرى أن كاتبة مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» والمنتجين والمخرج أعمى بريق الشهرة أعينهم وما يمكنه يحدثه المسلسل من صدمة وضجة، وأيضاً شلالات المال. والتبرير جاهز، لن يقولوا هدفنا المال والضجة ويصبحون دعاة مصلحين، ويقولون أن هدفهم كشف المستور وصدم المجتمع. وهذا التبريرات قالها قبلهم كثير من المؤلفين والمنتجين والمخرجين العرب وغير العرب الذين واجهت أعمالهم عواصف غاضبة. وهذا النوع من التبرير والذرائع يقدمها كل خطاء.
في كل مجتمع في الدنيا، توجد سلوكيات فردية، تعلم العقل الجمعي للإنسان الواعي المبدع ألا يناقشها في المنصات العامة، لأنها ليست ظواهر، ومناقشتها عبثية، لأنها شاذة وليست مؤثراً اجتماعياً.
 وتر
راكضاً في سفح الرمال،
في قدميه مزيج الكثيب وهبوب الشمال والشمس
يعبر ظلال الطلح والغضا..
وفي روحه عطر واحات خضر،
شفافاً وديع كالهمس
@malanzi3