· ناصر طالب له وزنه في المدرسة، ومكانته بين الطلاب، يميزه عن كثير منهم أنه (ولد نعمة)، وقد ولد وفي فمه (ملعقة من ذهب)، لكنه دائم الرسوب، رغم لاينقصه شيء، فكتبه مكتملة، وأدواته من أفخم أنواع المكتبات، فأسرته غنية وتوفر له كل شيء، وفوق ذلك عنده صديق اسمه (خضران)، متى ما أعجبه شيئاً عنده أخذه بأبخس الأثمان، إن لم يكن دون مقابل، فقد يزعل خضران من المدرسة بأكملها إلا من ناصر (فسمعاً و طاعة)، رغم أنه ماترك بشنطته من متميز إلا وأخذه، لكن يبدو من شدة عداءه لابن عم ناصر (المتفوق)، جعله تابعاّ له، ظناّ أنه سيغيض المتفوق بذلك.
· انتهت الصيفية وحقيبة ناصر هي الأغلى والأكثر وفرةً بالأدوات المساعدة على التعلّم الجيد ومنجزاته، وكذلك خضران ورفاقه ليسوا عنه ببعيدين، ورغم أن المتفوق جداً حتى وإن اتهمه المجتمع بالثراء إلا أنه لايتم الصرف عليه أكثر منهم، وأدواته ومقاضيه أقل بكثير من ناصر، بل أنه في أولى سنوات (الثراء للجميع) تم منعه من الإدارة أن يشتري أدواتاً جديدة كبقية الطلاب، ورغم ذلك حافظ على تفوقه وتفرده بالنتائج على مستوى المدرسة دون منافس، بل (نافس) على مستوى قارتهم التي يعيشون فيها وحصل على المركز الأول، وطموحاته العالية لم تتوقف هنا، بل شارك على مستوى العالم ورفع اسم مدرسته ووطنه وقارته عالياّ و وصل للنهائي، حتى بات رقماً صعباً على مستوى تعليم البلد والقارة، مما جعل العاجزون عن منافسته ينصبوا له العداء في كل مكان، وازعجوا إدارة المدرسة بكثرة الشكاوى الكيدية على ذلك المتفوق، ليس إلا أنه تقدم عليهم بما لم يدع مجالاً للمنافسة.
· انتهت السنة وكالعادة نجح المتفوق فاحتفل به أهله ومحبوه من كل أقطار الدنيا، وصار اسمه في مقدمة المبدعين على مستوى العالم، بينما ناصر ورفاقه (لم ينجح منهم أحد)، لذا وبدلاً من الخجل من نتيجتهم، عادوا لتضليل أهاليهم ولفتهم عن إهمالهم الحاصل، فبدأوا يشتكون ويشككون بمدرستهم، أنها تحابي زميلهم المتفوق، لكن أهلهم ليسوا بالسذّج، ويدركون أن زميلهم ـ وإن صدّقوهم ظلماً له ـ مهما تمت محاباته فلن يتفوق بسبب ذلك، وإن تفوق بمحاباة ـ لاسمح الله ـ فلن يكن تفوقه على مستوى القارة والعالم، مع ثقتهم التامة أيضاً في نزاهة إدارة المدرسة، لكن يبدو أنها قد انتقلت غيرة ناصر ورفاقه من زميلهم بالصف، لأهاليهم بالحارة من (المتفوق) وأسرته، فاستغل ناصرُ ذلك، فجمع من يرى أنهم تحت سيطرته وأولهم (خضران) وبدأوا يكتبون على جدران المدرسة اتهاماتهم لإدارتها، بأنهم يحابون فلان على حسابهم، وصوروا أنفسهم أنهم (الضعفاء البسطاء) رغم فحش غناهم، من أجل أن يضللوا فكر حارتهم ليغطوا على إهمالهم ، بدلاً من الشد على أنفسهم، لينافسوه النجاح والتفوق.
· ختاماً جاءهم رجل من أقصى الحارة، فنصحهم أن يتعلموا من أسرة (المتفوق)، كيف تنشئة الإبداع، وأن يحثوا أولادهم على الاقتداء بجديّة المتفوق واجتهاده، بدلاً من الغيرة والعداء، والبقاء في مربع مدرسة الحارة دون اللحاق بزميلهم الذي نجح من الثانوي، وتخرج من الجامعة، وصار محاضراً فيها.
توقيعي /
أجمل مافي اختلافات المحبة، لحظات العتب، وأجمل مافي نقاط الوصول، نهايات التعب.