د. شلاش الضبعان يكتب:


يحتاج المربي، سواءً أبا أو أماً في بيتهما، أو معلماً ومعلمة في مؤسستها التعليمية، إلى أمرين: الصبر والسرية.
الصبر بأن يصبر على المتربي، فبعض المربين كأنه يتعامل مع جهاز، مدخلات فعمليات، فمخرجات، وبالتالي يتحطم عندما لا تكون المخرجات كما يتمنى ويريد.
يربي ويربي فلا يطيع الابن أو الابنة أو الطالب والطالبة، فيتحسر على ما بذله من جهود تربوية، ويقول: ربينا ولكن لم ينفع، أو يتهجم على هذا الجيل الذي لا يحرص ولا يستوعب، أو ينتقل إلى الخانة الأخرى فييأس ويوقف كل جهوده التربوية ويترك صلاح الأبناء والطلبة لما يقدره رب العالمين، فيكرر: المصلح الله، مع أن المصلح جل جلاله والأمر بيده سبحانه أمر ببذل الأسباب، وأن نسعى في وقاية أبنائنا من الضياع والضلال.
عندما نقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، ورزقنا المولى جواره في الفردوس، نجد صبراً في التربية عجيباً، فعندما انزلت « يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبّر، وثيابك فطهّر، والرجز فاهجر» انطلق في دعوته لقومه، وصبر 3 سنوات في الدعوة السرية، تقول كتب السيرة: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول آيات سورة المدثر، بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ وحيث أن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام والأوثان، ولا حجة لهم إلا أنهم ألفوا آباءهم على ذلك، ولا أخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة والأنفة، ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف، وكانوا مع ذلك متصدرين للزعامة الدينية في جزيرة العرب، ومحتلين مركزها الرئيس، ضامنين حفظ كيانها، فقد كان من الحكمة تلقاء ذلك أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية؛ لئلا يفاجئ أهل مكة بما يهيجهم.»
أيضاً في كون الدعوة النبوية في بدايتها سرية لمدة ثلاث سنوات أمر آخر مع الصبر، وهو وجوب حرص المربي على السرية بألا يفضح بيته، ولا يظهر أسرار أولاده مهما حدث، ولا يتكلم المعلم والمعلمة عن أخطاء طلابهم وطالباتهم إن أرادوا النجاح.
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يريد تغيير البشر من اتجاه إلى اتجاه، وقد استطاع، بينما نحن ولله الحمد على نفس الاتجاه مع أبنائنا وطلابنا وهذا مما يسهل مهمتنا، ولذلك الأهم الصبر الصبر، وابشروا بالنجاح.
@shlash2020