مطلق العنزي يكتب:


ودع السعوديون، بالحزن والألم، مبدع الشعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، الذي توفاه الله يوم السبت الماضي عن عمر 75 عاماً، أمضاها أناشيد في علياء الوطن و«هام السحب»، وشذى يعطر المهج.
رحم الله شاعرنا الخالد، شاعر الأجيال، إذ شعره نغم لكل جيل، الفتيان والشباب والكهول الذين عانقوا شعره وامتزجت أناشيده في كل وجدان.
وما كان البدر بدراً لو لم يملك القدرة الفذة على مزج ثرى الأرض وسمائها ومزونها وهضابها وحزونها، وأقمارها ولوعات هجير السهوب ومدها وغضاها وطلوحها واثلها وألطاف والواحات وأفيائها الظليلة.
كل قصيدة للبدر كانت قبساً من نور في كل روح وثابة للضوء وخصل الشمس إذ تشرق في الأفق وتبثنا الحياة.
وسجل البدر كل أنفاس الحياة، الفرح والحزن والتعب والغضب والوداع والزهو والوحدة والانكسارات، ولوعات الهجر والعتب وبهجة اللقيا.
كانت قصائده موسوعة لمشاعر الناس في الأحزان والافراح وخريطة للأرض والمناخ ومسارات الغيوم والأقمار، والنبات والغدران والواحات وذرى الجبال الشامخات وكثبان الرمل.
وكانت روحه مشهداً، إذ يحول الأمشاج والأفكار إلى لوحة فاتنة باذخة، تعانق الأوتار وشدو المنشدين.
ولا نعرف عن البدر إلا إنه كريم متواضع ويقدم الإنسان قبل الألقاب. وقد قال يوماً أن كونه أميراً فإن ذلك قيد عليه يمنعه من ارتكاب الأخطاء، وأن يكون حكيماً متبصراً بتصرفاته، فإن خطأ الإنسان يقاس بحجم مكانته في المجتمع. لهذا عاش البدر حكيماً ومتواضعاً ونظيف اليد واللسان. وحاز على محبة صادقة الناس.
رحم الله البدر، ونرجو الله أن ينعم عليه بالعفو والمغفرة ويدخله جنات النعيم.
غادرنا البدر إلى رحمة الله، لكنه بقي تاريخاً وأناشيد واتحد مع الأرض والهوية والوطن الممتد شموخاً وجغرافيا وحضور بهي يضرب في أعماق التاريخ.
 وتر
رحل البدر
ستفتقده الواحات، والسرى وغضا الوادي الخصيب
سيمتزج جسده بعطر الثرى
وديم المواسم،
وخزامى الريضان وذرى العارض المهيب
@malanzi3