خواطر الشهري


قرأت بشارة قبل عدة أيام، تبشرنا بوصول درجة حرارة صيف هذا العام إلى 50 درجة مئوية، وكانت أغلب الردود «يعني كالعادة!»، وقد داهمتنا بالفعل الآن بكل قوتها وبكامل جراءتها، وليست أبداً على استحياء، معلنةً بأنه الآن وقت الشمس، السطوع، الوضوح، واللهيب، وهو وقتها وملعبها.
عادت أجواءنا الشرقية وكأنها تسألنا: اشتقتوا؟ لا أنكر بأنني أول المجرمين المعلنين بحبهم للصيف؛ والإجرام بنظر الشتويين هو مرتبط بالحروق، النار، سوء الطبع؛ الفواتير العالية، تعطل الأجهزة وخرابها، والتي تصب جميعها في صرف ما في الجيب فقط! وهي بعض من السمات المرتبطة بالصيف والشمس على وجه الخصوص؛ ولكني لا أقصد بأني من محبي التشمس في «القوالي» أنا فقط لا أحب البرد، ولا ملابسه الشتوية، ولا أمراضه المعدية، ولا الأنف المطبوع بالأحمر، ومهما حاولت أن أدافع، فلن أجد القبول من محبي الشتاء، المولودين بالخطأ هنا! وأظل أنا ومن يحب الصيف في نظرهم، موسومون بعار حبه!
بعضهم يجعل من الشمس عذراً لسوء أخلاقه وتعامله، كما يعلل ذات النتيجة في شهر رمضان على صيامه، وكأنه عذرٌ مقبول، ويلجم المستمع له! تذكر دائماً بأن اسلوبك هو تمثيلٌ لك وبطاقة تعريفية عنك، وعليك أنت من يقود شخصيتك، وليست الشماعة التي تقدمها لمن هم حولك هي من تقودك.
وكما جرت العادة في هذه الأجواء نذكّر بعضنا بالاهتمام بمن هم حولنا، كالعمالة التي تعمل لكسب قوت يومها، ومساعدتنا لهم في مهامهم بما نستطيع، فلا تبخل عليهم بالمياه الباردة التي تساعدهم بمهام عملهم الميدانية في لهيب هذه الأجواء، واعتمد أن تعطيهم المياه وليس مبلغها، لأن الهدف هو إرواؤهم، لا إعادتهم إلى الإشارات ومحاولة التسول بالطرق غير المباشرة، والتي تُعد من العادات التي خفت الحمد لله عن ذي قبل.
كما لابد أن نعطي الحيوانات والطيور اهتمامنا في سقايتهم وأخذ أجورهم من الله سبحانه، فهم في أمس الحاجة للمساعدة، وبالتأكيد لا تنس نفسك، رافق قنينتك دائماً، واشرب احتياجك من المياه، وابتعد عن التعرض المباشر للشمس في وقت الظهر، وأقصد بالظهر من الساعة السادسة صباحاً إلى الساعة السادسة عصراً «كالعادة».
@2khwater