أن تجعل الأشياء التي تريدها تحدث، هذا هو التعريف الأنسب لما يطلق عليه اسم «التجلي»، وهو القدرة على هندسة واقعك الذي تريده وجذب ما ترغب فيه بشكل يبدو كالسحر، وجميعنا يمكننا أن نجيد ذلك السحر إذا فهمنا قانون التجلي، حيث تعلمنا فيزياء الكم أن كل شيء في الكون يتكون من طاقة، فنحن نتكون من الطاقة، والكرسي الذي نجلس عليه والسماء فوقنا كلها من الطاقة، بمعنى آخر، كل المواد الفيزيائية هي طاقة نقية.
وما يميز شيئًا عن آخر هو تردّد الذبذبات وكثافة الذرّات التي يتكوّن منها. ويمكن أن يكون تردد الذبذبات مرتفعا أو منخفضًا أو في الوسط، وبما أن المتشابهات تتجاذب، فالمادة عالية الذبذبات ستجذب شيئا عالي الذبذبات إليها ، والتردد منخفض الذبذبات يجذب التردد منخفض الذبذبات، و بما أن أفكارنا وعواطفنا ومشاعرنا مكونة أيضا من الطاقة، فعندما نغير أفكارنا، ستتغير مشاعرنا وعواطفنا، وتردد الذبذبات لدينا، ثم نجذب ما يوازي التردد الحالي الذي نعكسه، ولذلك، إذا قمنا بتغيير أفكارنا، وبالتالي عواطفنا، فيمكننا تغيير ذبذباتنا، و ملامح تشكيل واقعنا، كما يعمل علم التجلي أيضا بطريقة أخرى تتعلق بعلم الأعصاب أكثر من فيزياء الكم. حيث يمكننا استخدام المرونة العصبية لدماغنا و قدرته على التغيير في تشكيل مسارات جديدة، من خلال النمو والتعلم والخبرة لرفع مستوى مشاعرنا اللاواعية بتقدير الذات وتجاوز المعتقدات التي تقيدنا، و ذلك لتهيئة دماغنا لرؤية الفرص ولنجعل سلوكنا متوافقا مع أهدافنا.
لهذا فأول خطوة في بدء رحلة تجلي هي وضوح التصور الذهني للهدف، بمعنى أبسط؛ لا يمكنك أن تصل إلى حيث تريد إذا لم تكن تعرف إلى أين تتجه، فكل شيء يخلق مرتين ، أولا في العقل و ثانيا في الواقع، فحين نتصور التجربة بتركيز في عقولنا، يستجيب العقل إليها وكأنها تحدث بالفعل، فبالنسبة له لا يوجد الا فرق بسيط بين تجربة الحدث فعليا في العالم الخارجي، و التصور الذهني للحدث داخليا ، و على سبيل المثال، إذا تصوّرنا أنفسنا في موقف صعب، سيستجيب عقلنا وكأننا في الموقف، وسيستعد نظامنا العصبي للكر أو الفر، وسيطلق هرمونات التوتر الكورتيزول والأدرينالين، مما سيؤدي لتسريع ضربات القلب وضيق التنفس وارتفاع ضغط الدم، ومن ناحية أخرى، إذا تخيلنا أنفسنا في بيئة هادئة وسلمية، فإن عقلنا سيحفز الجهاز العصبي على الهدوء ويشجع الجسم على الاسترخاء.
الصور التي نشكلها في أذهاننا تخلق تغييرًا فسيولوجيا في أجسامنا، وتملك التأثير على واقعنا بعد ذلك، وعندما نتصوّر أنفسنا نمتلك الأمور التي نرغب فيها، سيحدث ذلك تغييرًا فسيولوجيا يغير من تردّد الذبذبات النشطة لدينا، وبالتالي سيكون بإمكاننا تسريع ما نجتذبه في حياتنا، والسر الحقيقي وراء التصور الفعال بأن تفهم أن مجرد رؤية الأشياء التي ترغب في تحقيقها في ذهنك لا تكفي لحدوث التجلي لكي تكون تصورك بهدف التجلي، بل يجب أن تغمر نفسك في إحساس الحصول على الشيء الذي تتصوّره بالفعل، فنحن نجذب ما نشعر به، ولا يتغير تردد ذبذباتنا إلا حين يمكننا أن نرى ما نريده ثم نخلق التجربة الشعورية للحصول عليه.
@LamaAlghalayini