يوجد حالة في علم الاجتماع يطلق عليها «الرهاب الاجتماعي» وهي تعني عدم قدرة الشخص على التحدث أمام الآخرين سواء في ندوة أو محاضرة أو حتى تجمعات محدودة كمجلس صغير أو مقابلة شخصية أو غيره، عدم القدرة هذه لا تقلل من قدرات الشخص وامكانياته وكفاءته العلمية والمهنية لأنه ببساطة يعاني من عدم القدرة للتحدث أمام الآخرين بشكل جيد، بل ربما يصاب باللخبطة في الحديث أمام البقية ليعتقدوا أنه لا يفقه شيئاً، بينما واقع الحال يقول أنه متمكن وخبير في مجاله ولكن ليس لديه القدره للتحدث أمام التجمعات حتى لو كانت صغيرة، وهي حالة شائعة وموجودة بكثرة، إذن يعتبر قبولنا للمتقدمين للوظائف بنسبة كبيرة عن طريق المقابلة الشخصية ظلماً لهذه الفئة وحرماناً من كفاءات من الممكن أن تفيد ذلك القطاع بشكل كبير، أنا لا أطلب إلغاء المقابلة الشخصية للوظائف ولكن التقليل من أهميتها حتى لا تصبح حجر عثرة في وجه الكثير من المتميزين علمياً ومهنياً.
أعتقد أن اجتياز طالب الوظيفة للعديد من المهارات مثل دورات في معاهد وأكاديميات متخصصة خلاف حصوله على درجات علمية من جامعات مشهود لها بالقوة والرصانة العلمية تكفي وتغني بشكل كبير عن المقابلة الشخصية أو تخفف من أهميتها في القبول من عدمه.
من يتابع منصة «إكس» أو كافة وسائل التواصل يجد خوفاً وهلعاً من المقابلة الشخصية وكأنها تعتبر الجسر المؤدي للحصول على الوظيفة بغض النظر عن الشهادات والخبرات الموجودة لدى طالب العمل.
أتمنى حقيقة أن يتم تخفيف أهمية المقابلة الشخصية وأن تقتصر على نظرة فاحصة بسيطة للمظهر العام مع حديث لا يتجاوز ثلاث أو أربع دقائق فقط.
الخبرة والشهادات والسلوكيات هي الأهم في القبول للوظائف أما المقابلة الشخصية فلا تعتمدوا عليها كثيراً.
@almarshad_1