هناء مكي


نحن نعيش اليوم معدل رفاهية كبير في الخدمات بفضل تطورها السريع والاستعانة بالتكنولوجيا، والتقنية المتقدمة، إذ ساهم «كوفيد-19» في تسريع القفزة إلى هذه الثورة التي وجدنا أنفسنا مستعدين لها تماما بسبب ذلك الظرف الطارئ.
ومن أهم الخدمات التي تناسقت كثيرا مع التطور التقني الحديث، هي التسوق الإلكتروني الذي بات من أنجح التجارب التجارية العصرية على الاطلاق والذي صار في متناول الافراد في كل العالم بفضل التقنيات المتقدمة ولوجستيات الشحن المتطورة، ولكن يبدو أن هذا لا يكفي إلى الآن، ففي تجربتي مع هذه الخدمة التي أجدها ممتازة جدا وتلبي احتياجاتنا بكل ما تقدمه ولكنها غير متكاملة وينقصها الكثير من العناصر لتكون مثالية.
فهذه التجارة التي يستثمر فيها مبتدئون في الغالب وليسوا تجارا متمرسين وهي تعتبر من المشاريع الصغيرة التي نمت، تتغلبها المشقات العديدة التي يدفع ثمنها المستهلك، فبعد مشاكل الشحن البحري كانت هناك الكثير من المشاكل التي أدت إلى خسائر ورفع الأسعار بشكل غير مدروس، أما في التجارة الإلكترونية المحلية، الأمر يحتاج أيضا للكثير من الإشراف والمراقبة بالذات فيما يتعلق بالأسعار التي يتم التلاعب فيها بسبب مشاريع المبتدئين الذين يسعون للربح بدل الثقة.
ولكن ورغم كل تلك المشاكل الوارد حصولها بسبب حداثة المرحلة فإننا نعتبر من الأجيال المرفهة التي تحظى بالكثير من الخدمات المريحة، وكأننا نملك المصباح السحري، فما علينا إلا أن نتمنى ونضغط على أزرار هاتفنا للحصول على ما نتمناه.
في مرحلة ما في التسوق الذي أمارسه بشكل شبه يومي فكرت، لماذا لا يكون التسوق الإلكتروني أكثر متعة وواقعية؟، لماذا لا يستثمر التجار في جعل التسوق الإلكتروني الذاتي بنظام الواقع المعزز «AR» ؟ إذ بات اليوم هذا النظام كالبرامج والتطبيقات التي يتم إنشاءها بفكرة معينة وتطبيقها والتدريب عليها، ولكنه سيوفر خدمة ذكية مستعينا بالذكاء الاصطناعي، وسيوفر تجربة شخصية ناجحة ستعود على التاجر والمستهلك بالكثير من توفير الجهد والمال أيضا.
هذه الخدمة لو تمت الاستعانة بها في التسويق الرقمي والبيع الإلكتروني ستساهم كثيرا جدا في رفع نسب النشاط التسويقي الإلكتروني وستدفع للمزيد من الشراء والربح، وستوفر جهد كبير على المستعين بها وعلى التاجر الذي يوفرها أيضا إذ ستوفر عليه حلول شرائية والكميات المستقبلية بدل التقليدية التي تؤدي إلى الهدر عادة، والأجمل أنها ستجعل من المشتري يعيش تجربة التسوق بكامل حضوره وكأنه فعلا في المتجر ويمكنه معاينة المنتج وقراءة تعليمات المنتج والتفاعل المباشر مع البائع.
وفي دراسة أجرتها «Agora» وهي منصة رائدة لواجهات برمجة التطبيقات مؤخرًا، للتعمق في تصورات المستهلكين المحيطة بالتسوق، شملت الدراسة أكثر من 1000 مستهل ، بينت أن التسوق الإلكتروني المباشر ليس مجرد اتجاه آخر بل إنها قوة تحويلية. وتظهر الدراسة أن ما يقارب نصف المستهلكين «46٪» مهتمون بأحداث التسوق المباشرة، وأن هذه التجارب التفاعلية هي أكثر من مجرد وسيلة جديدة للتسوق، إنهم يعيدون تعريف كيفية تفاعل تجار التجزئة مع عملائهم، إذ يؤكد مدير التجارة الإلكترونية في - Agora - جو كوونغ، على أهمية فهم سلوك المستهلك وتفضيلاته ودوافعه لإنشاء تجارب تسوق حية ناجحة.
@hana_maki00