د. فيصل العزام


تختلف آراء الناس وتتنوع مفاهيمهم وهذا لا يعنى إباحة الفوضى بالقول والفكر والخوض في كل شيء نتحدث عن اللسان وارتباطه بالعقل لأن اللسان ينقل عما يدور بالفكر، فينقل ما بداخل الإنسان إلى الخارج وبذلك يكون اللسان هو الصورة التي تجسد ما بداخل فكر الإنسان الخفي والمكنون داخل القلب والعقل .
يعتبر اللسان هو الآلة الناقلة للخارج وما يدور داخل الإنسان. ولذلك اهتم الإسلام بهذا العضو من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المباركة ونجد النصوص القرآنية وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- تدعو إلى حفظ اللسان قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» .
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله المعروف «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجههم إلا حصائد ألسنتهم» يعتبر الإنسان مسئول مسئولية عظيمة عن الكلام الذى يخرج من اللسان له ثمناً أمام الله وأمام الناس ونحكم على الإنسان من خلال الكلام ومنطقه وبما يتحدث به، وإذا تحدث المرء فإن لسانه يعترف لك بما في قلبه حلو أو حامض عذب وأجاج وغير ذلك وبين اللسان والقلب علاقة متبادلة تأثير وتأثر، إذا كان القلب صالحاً طيباً سليما ما يخرج من اللسان صالحا وإذا كان على الضد كان ما يخرج غير ذلك.
ولذلك، قيل إن القلوب كالقدور تغلى بما فيها وألسنتها مفارقها. اللسان من أصغر الأعضاء في جسم الانسان وأيسرها حركة وأخطرها على الإطلاق ولذا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -»اذا أصبح أبن آدم فإن أعضاء جسمه تقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فأن استقمت استقمنا» . ومن أعظم ما انتشر في السنوات الأخيرة السب والقذف والكذب انتشر بين الناس لأن هناك بعض الناس من جعل قلبه مستودعا وما يحمله من أمراض القلوب من حقد وحسد وكراهية وغل بسبب ما ذكرنا، إن اللسان يتأثر بما يحمله القلب ويخرج اللسان من أقوال ما يدور في القلوب بما أفسد قلبه وأشقى نفسه ونظرة إلى حياتنا الاجتماعية وعلى مستوى الأقارب والجيران والأصدقاء وكل من تربطنا به علاقات اجتماعية وما يجمعهم من أواصر، لوجدنا الكثير فرقتهم هذه الأحقاد التي في القلوب وبسببها حدث بينهم القاطع والحسد والهجران سواء كانت خلافات قديمة كانت بين الأجداد أو الآباء وانتقلت إلى الأبناء أو جديدة، وإذا سألتهم لأبدوا أعذارا وأسبابا جعلوها واجهة لهذه الخلافات على أنها سبب الخلافات، ولكن الحقيقة ما هو الا ما في القلوب من كراهية وشحناء وأحقاد وكل هذا بسبب هذه الدنيا التي لا تسوى عند الله جناح بعوضة.. والسؤال والإجابة عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل أي الناس أفضل قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان».
Abuazzam888@live.com