د. شلاش الضبعان يكتب:


الأسرة كيان من أهم كيانات المجتمع، فهي المؤهلة للمؤسسات الأخرى، سواء الأسرة الصغيرة أو الأسرة الأكبر التي يتميز بها مجتمعنا، ولكن هل من الممكن أن يوجد من الأقارب من يسعى في تحطيم المشاريع المميزة في الأسرة؟!
لابد، فلابد للشيطان من أعوان إما حسداً أو تلاعباً من إبليس، فحتى في زمن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وجد من يسعى في التحطيم من بداية المشروع، وهو أقرب قريب مع أن في هذا المشروع الخير للبشرية وللأسرة الكريمة، فقد ذكرت كتب السيرة أنه عندما نزل قول الله تعالى «وأنذر عشيرتك الأقربين» دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيرته بني هاشم، فجاء خمسة وأربعين رجلاً منهم ومعهم نفر من بني المطلب، فلما أراد أن يتكلم خير البشرية، بادره عمه أبو لهب وقال : هؤلاء عمومتك وبنو عمك فتكلم، ودع الصباة، واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأنا أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك، وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحدًا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به.
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتكلم في ذلك المجلس.
ثم دعاهم ثانية وقال: «الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأومن به، وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، ثم قال: «إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو، إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنها الجنة أبدًا أو النار أبداً»
فقال عمه أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقًا لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به، فوالله، لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسى لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب.
وقال أبو لهب: هذه والله السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب: والله لنمنعه ما بقينا.
والسؤال لكل مبادر: هل التفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتثبيط المثبط؟
لا، فالعظماء لا يلتفتون، وسيبقى العظيم ويفنى المعاند.
@shlash2020