د.خليفة الملحم


التاريخ يصنعه الرجال و في كرة القدم بالذات و التي تلعب على اجزاء بسيطة و متغيرات لحظية تحتاج في بعض أوقاتها إلى رجال بالملعب يتمكنون من تغير دفتها و إتجاهها مهما كانت عصيبة و صعبة و في ديربي الجمعة كان الحمل الأكبر على عاتق بونو و تمبكتي و نيڤيز و كانوا في الموعد و سيروا المباراة كما يتمنى جيسوس حتى ركلات الترجيح !

بعد المبارة ردد اخي النصراوي العزيز فهد جملة (يا ليت من يعطيني حظ الهلال) و كان ردي عليه بأن ربي يعطيه اوفر الحظ في كل أمور حياته و لكن فعلياً هل كان الحظ هو ما ينقص النصر ليظفر بالكأس عشية الجمعة ؟

لنعود لسيناريو المباراة فقد بدأت بقيادة الحكم داريو هيريرا و الذي كان كريماً جداً مع لاعبي الهلال في البطاقات الصفراء بتطبيق القانون بصرامة و بحدة بعيداً عن أسلوب ادارة المباريات النهائية و أخفق في احتساب ركلة جزاء واضحة و حرم الهلال بعدها من مبدأ إتاحة الفرصة الإنفرادية للتسجيل بإسلوب إدارة المباريات النهائية لكي لا يتسع الفارق عوضاً عن تطبيق القانون بحذافيره في احتساب جزائية سيضطر معها لمنح العمري لكرت اصفر و ربما اصفر آخر قبل نهاية الشوط و وقتها قد تكون النتيجة تضاعفت (حظ الهلال) !

الشوط الثاني مرت دقائقه بوتيرة ثابتة محاولات نصراوية و ارتدادات هلالية نتج عنها طرد اوسبينا و اضاعة الهلال لفرصة في الدقيقة ٨٤ كانت ممكن أن تنهي المباراة و لكنه (حظ الهلال) و في اللحظات التي بدأ اليأس يدب في نفوس النصراويين تحدث مناوشة بين البليهي و النجعي نتج عنها تصرف طائش من البليهي و بهارات من النجعي فكان الطرد المباشر و من ثم طرد آخر لكوليبالي جعل دقة المباراة تتغير ١٨٠ درجة (حظ الهلال) !

تدخل جيسوس كان منطقياً بإدخال تمبكتي و اعادة نيڤيز ليلعب كمتوسط دفاع و من ثم المخاطرة بمصيدة التسلل و التي أتت أكلها ٩ مرات كان نصيب رونالدو لوحده ٧ مرات و بذلك ابعد جيسوس الخطر عن مرماه عوضاً عن العودة بجميع اللاعبين و التكتل في منطقة الجزاء و هو التصرف المنطقي لأي مدرب إلا (سبورة) جيسوس و استطاع الهلال بهذا التكتيك المجازف الخروج من مأزق اللعب حوالي ٤٣ دقيقة بتسعة لاعبين فقط (حظ الهلال) !

الكفة كانت لصالح الهلال طوال ال٨٥ دقيقة الأولى لكنها توجهت لصالح النصر بعد ذلك حتى نهاية الوقت الإضافي و قبل الترجيح عادت الكفة لتميل للهلال نظراً لتميز بونو المعروف و برغم أن الفرصة لحسم الترجيح كانت بيد النصراويين في الركلة السادسة إلا انهم رفضوا ذلك و تم وضع اللاعب الشاب مشاري النمر (امام المدفع) فعادت الكلمة لبونو المتألق و المتعملق (حظ الهلال) !

أخي العزيز فهد هي شخصية الهلال و طريقة تعامله مع النهائيات كما حدث في الليلة التالية مع ريال مدريد فبرغم تميز بروسيا دورتموند و شبه تسيده لمعظم دقائق المباراة منذ بدايتها إلا أن الريال حسم المباراة عندما توجهت له الدفة في ال٢٠ دقيقة الأخيرة فرددت بعدها (ربي يعطيك حظ الريال) !

هذا الموسم كان الهلال منفرداً متفرداً و سيطر على كل شيء متاح و حقق الثلاثية بكل استحقاق و فعلاً كان نجوم الهلال (History Makers) !

@DrKAlmulhim




.