تضج الأسواق والكافيهات والمطاعم هذه الأيام بمرتدي قبعات التخرج وما يصاحب هذه القبعة من طقوس مختلفة كتقديم الهدايا والورود، أما المشهد التمثيلي الذي يصنعه «الجراسين» ! فهو لب الاحتفال وقيمته المضافة ! ولمن لا يعرف الجراسين فهو جمع لمسمى «جرسون» وهم مقدمي الخدمة في الكافيهات والمطاعم وقد أضيف لمهامهم مهام جديدة وهي إسعاد المرتادين بترديد أغاني وأهازيج بحسب المناسبة ثم تقديم الهدية نيابة عن صاحبها وبهم يشد صاحب الدعوة ظهره، وهم بدورهم يشدون حيلهم حتى لو نطقوا ما يريد بغير لسانهم، الأهم أن يظهروا الابتسامة والسعادة ويرتدوا قناع الفرح لإسعاد الخريج والخريجة.
أما الشيء الغريب هذه الفترة أن تتم الاحتفالات قبل أن يطمئن الطالب على مستقبله ! ويضمن تخرجه ! والحاصل هو أن تقام الاحتفالات ثم يتخرج الطالب وليس العكس ! والشيء الغريب الآخر أن كل المراحل أصبحوا خريجين ! وقد طلبتني إحدى الصديقات أن أصيغ لها كلمات لتخرج ابنها من مرحلة الروضة في حفل ضم تخرج ابنتها أيضاً من الجامعة! وعلى نفس الكعكة كتبت اسميهما !!
أما الآباء والأمهات فلا حديث لهم إلا عن ملابس التخرج وقبعاتها والهدية التي سيقدمونها لأبنائهم في حفل باذخ يجب أن لا يكون أقل من زميلاتهم وزملائهم حتى لا يُصاب الأبناء في مقتل! ويستمر مسلسل ابتزاز واستنزاف الأهالي على أمل أن يرفع الأبناء رؤوس آبائهم ولا يتاونوا عن الحصول على الشهادة «الكبيرة» كما تسميها الأفلام المصرية القديمة، وهو موسم جيد لأصحاب المحلات والمشاريع يستغلونه بشتى الأفكار والإبداعات غير التقليدية ! وامتصاص الجيوب بقدر ما يستطيعون.
دور هام :
إن الدور الكبير الذي يقوم به المرشدون الطلابيون ابتداء من استقبال الطلاب في أسبوعهم الأول وتهيئتهم وتمكينهم بشتى الأساليب والبرامج حتى تخرجهم من المرحلة الثانوية يستحق الإشادة والثناء، وكم من مرشد ومرشدة لم يكونا موظفين عاديين بل كانوا الآباء والأمهات الذين تركهم الطالب في منزله ووجدهم أمامه في الصرح التعليمي.
وقد حملت العملية التعليمية العديد من المواقف الإنسانية الراقية التي لم تكن فقط حول أسوار المدرسة بل تعدتها إلى منازل الطلاب وكم من أم وأب لم يكن سبيلهم لصلاح أبنائهم إلا طريق المرشدين.. وفي ختام هذا العام الدراسي نرفع العقال لكل مرشد ومرشدة بل رسل السلام بين البيت والمدرسة.. شكراً لكم.
@ghannia