أطلق رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" الدكتور منير الدسوقي، مركز القدرات الوطنية لأشباه الموصلات (NCCS).
جاء ذلك خلال أعمال منتدى مستقبل أشباه الموصلات 2024، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست"، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، تحت عنوان "تمكين ابتكارات السيليكون"،
مركز القدرات الوطنية
قال الدسوقي: إن المركز يُمكّن الباحثين والمختصين من الوصول لمساحة اجمالية تتجاوز 3,600 متر مربع من معامل الغرف النقية المُتقدمة في "كاكست" و"كاوست" من خلال بناء شبكة بحثية للجامعات المحلية والعالمية والقطاعين العام والخاص؛ لإجراء الأبحاث المتخصصة في مجال صناعة تصميم الرقائق الإلكترونية وتحقيق التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.وبين، أن المركز يستهدف إتاحة قدراته للباحثين من أكثر من 30 جامعة سعودية، حيث سيُسهم في بناء رأس المال البشري المتخصص في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية من خلال تدريب أكثر من 500 من الباحثين والطلاب في المملكة على تقنيات أشباه الموصلات سنوياً.
برنامج الماجستير المشترك
وأعلن الدكتور الدسوقي، إطلاق برنامج الماجستير المشترك في مجال أشباه الموصلات بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست"، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس.ويهدف البرنامج إلى توفير تعليم متميز ينتج كوادر وطنية مؤهلة تدعم صناعة أشباه الموصلات، وتقديم تعليم أكاديمي وتدريب عملي مكثف بنسبة 35% في مختبرات الغرف النقية بكاكست ينتهي بحصولهم على الدرجة العلمية.
وأشار إلى أن البرنامج يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال تأهيل الباحثين والباحثات في تخصصات التقنيات المستقبلية.
ونوه ببدء التسجيل في الدفعة الأولى من برنامج حاضنة (Ignition) لأشباه الموصلات الأولى من نوعها في المنطقة، التي تهدف إلى جذب رواد الأعمال الطموحين من جميع أنحاء العالم، وتعزيزِ نُمُوِّ الشركات الناشئة المحلية والدولية، وتحقيق التقدم التقني في صناعة أشباه الموصلات، والمساهمة في النُمُوُّ الاقتصادي الوطني.
مبادرات طموحة
وشهد المنتدى الإعلان عن عدد من المبادرات الطموحة لدعم مكانة المملكة في مجال أشباه الموصلات العالمي، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، والإسهام بتنمية الكوادر الوطنية في هذا المجال الاستراتيجي، وتحقيق تأثيرات تحولية في منطقة الشرق الأوسط.وحضر المنتدى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة "كاكست" المهندس عبدالله السواحه، ووزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله الغامدي، ورئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة إيناس العيسى، وعدد من المسؤولين وصناع القرار، ونخبة من الخبراء في مجال أشباه الموصلات.
التجمع الوطني لأشباه الموصلات
وأطلق المشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار الدكتور محمد العتيبي، "التجمع الوطني لأشباه الموصلات"، لتوطين تصميم الرقائق الإلكترونية.وأضاف أن التجمع يهدف إلى توطين 50 شركة متخصصة في مختلف تقنيات تصميم الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وتدريب وتوظيف 5 آلاف مهندس على تصميم الدوائر المتكاملة، وجذب أكثر من مليار ريال من رؤوس الأموال الاستثمارية وصناديق الاستثمار في التقنية العميقة بحلول 2030.
ونوه بإتاحة أكثر من 150 مليون ريال من منتجات الدعم المختلفة المقدمة من البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات للشركات في هذا التجمع.
وأضاف الدكتور العتيبي، أن التجمع الوطني سيُسهم في تنمية وتطوير الصناعات المحلية، وتوفير مظلة كُبرى للأنشطة البحثية والابتكارية، وتهيئة بيئة متطورة تتكامل فيها الجهود لتعزيز ريادة المملكة في مجال أشباه الموصلات.
شراكة استراتيجية
وقال رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" البروفيسور توني تشان، إن المُنتدى يُعدّ ترجمة للشراكة الاستراتيجية بين "كاوست" و"كاكست"، ويؤكد اهتمام المملكة بهذه الصناعة والإمكانات التي توفرها لبناء مستقبلاً أكثر إشراقاً.وأكد البروفيسور تشان حرص الجامعة على تطوير القدرات البحثية والابتكارية عالمية المستوى في مجال أشباه الموصلات لتمهيد الطريق نحو مستقبل واعد تحقيقاً لرؤية 2030 الطموحة.
وتحدث البروفيسور شوجي ناكامورا، الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2014، عن اختراعه في تقنية الليزر" VCSEL" الذي يُستخدم في الاتصالات قصيرة المدى، وحساسات السيارات وأجهزة التعرف على هوية الوجه في أجهزة الجوال.
8 جلسات علمية
وتضمن المنتدى عقد 8 جلسات علمية على مدى يومين؛ ناقش المشاركون من خلالها المشهد العام لأشباه الموصلات في المملكة لاستكشاف الفرص وتشكيل المستقبل، وسلسلة قيمة أشباه الموصلات في المملكة من السيليكون إلى الرقائق الدقيقة والمبادرات الاستراتيجية لتعزيز صناعة أشباه الموصلات وتطويرها وفرص توطينها.وناقش المشاركون: دور صناعة أشباه الموصلات في استكشاف الفضاء، وأبحاث اتصالات الجيل السادس وما بعدها، وتطوير وتصنيع أشباه الموصلات في المملكة.
كما ناقش الابتكارات والتطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم في مجال الضوئيات وتقنيات الكم، ودور الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات في تقنيات الإضاءة، والتقدم التقني في مجال تغليف أشباه الموصلات وتطبيقاتها.
واستعرض المشاركون في ختام المنتدى دور أجهزة الاستشعار المتكاملة وتطبيقاتها في إنترنت الأشياء، والرقائق الإلكترونية في السيارات الكهربائية، وجهود المملكة في توطين وتطوير صناعة الرقائق الإلكترونية؛ كي تكون لاعبًا رئيسيًّا في هذه الصناعة بين دول العالم، في ظل الجهود التي تبذلها الدولة لتوطين ابتكارات السيليكون؛ وما تمتلكه من إمكانات بشرية وعلمية واقتصادية، وموقع جغرافي مميز بين دول العالم.
وشهد المنتدى معرضاً مصاحباً لـ 20 شركة محلية وعالمية؛ قدمت أحدث الابتكارات في مجال أشباه الموصلات، وملصقات بحثية في هذا المجال.