البعض يريد أن يأتيه ما يتمنى وهو جالس في بيته لا يتحرك، والأسوأ عندما يكون نائماً.
يريد الوظيفة وهو لم يتعب في دراسته، ولم يتعب في تطوير نفسه وتسويقها، يريد حل مشكلته وهو لم يسع في سبيل حلها، وبهذا لا يتحقق النجاح المأمول لأن سنة الله في الأرض أن الخير يحتاج سعي وبذل.
القعود وعدم الحركة مذمة، ولذلك قال الحطيئة هاجياً الزبرقان:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وعندما اشتكى الزبرقان وهو السيد المعروف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتبين للفاروق فيها شيئاً، وقال: ما أسمع هجاء ، ولكنها معاتبة، أما ترضى أن تكون طاعمًا كاسيًا؟
قال الزبرقان: أو ما تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس؟!
عندما نقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم نجد أنه عندما نزل عليه الوحي لم يجلس وينتظر حتى تأتيه الناس، بل بادر وسعى وصبر وتحمل، فلما دعا قومه على جبل الصفا وقابله أبو لهب بكلامه المحطّم، انطلق للعالم الأرحب، ولذلك تقول كتب السيرة: كانت صيحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قومه هي غاية البلاغ، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم، وأن عصبة القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتي من عند الله .
ولم يزل هذا الصوت يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قول الله تعالى «فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ»، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعوة إلى الإسلام في مجامع المشركين ونواديهم، يتلو عليهم كتاب الله، ويقول لهم ما قالته الرسل لأقوامهم: «يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ»، وبدأ يعبد الله تعالى أمام أعينهم، فكان يصلى بفناء الكعبة نهارًا جهارًا وعلى رؤوس الأشهاد.
وقد نالت دعوته مزيدًا من القبول، ودخل الناس في دين الله واحدًا بعد واحد، وحصل بينهم وبين من لم يسلم من أهل بيتهم تباغض وتباعد وعناد واشمأزت قريش من كل ذلك، وساءهم ما كانوا يبصرون، ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم كان ثابتاً ومستمراً.
إذن:
تريد النجاح، اقتد بنبيك ولا تقعد.
@shlash2020