اليوم - وكالات

يبحث النجم الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش عن أول لقب له مع بلاده في الأمتار الأخيرة من مسيرته الدولية، عبر بطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2024) في ألمانيا.

وحقق مودريتش كل الألقاب الممكنة عبر مسيرته على مستوى الأندية كما حقق إنجازات كبرى مع منتخب كرواتيا لكنه مازال يبحث عن لقبه الدولي الأول مع بلاده.

وساهم القائد مودريتش الذي سيكمل عامه التاسع والثلاثين في التاسع من أيلول/سبتمبر المقبل في حصول منتخب كرواتيا على المركز الثاني في مونديال روسيا 2018 والمركز الثالث في مونديال قطر 2022 والمركز الثاني في دوري أمم أوروبا في موسم 2022 2023/، ويحلم بحصد لقب يورو 2024 ، في أواخر مسيرته الدولية.

منتخب كرواتيا يقع في مجموعة الموت

ويلعب منتخب كرواتيا في مجموعة الموت في يورو 2024 إلى جوار إسبانيا وإيطاليا وألبانيا، ولكن مودريتش ورفاقه اعتادوا على مثل هذه التحديات الجسام من خلال تجاربهم المثمرة على الساحة الدولية في أخر ستة أعوام.

وبدأ مودرتيش مسيرته الدولية مع المنتخب الكرواتي الأول خلال المواجهة أمام الأرجنتين في آذار/مارس 2006 وسجل أول أهدافه الدولية خلال المواجهة الودية أمام إيطاليا وشارك في جميع البطولات الكبرى التي تأهل لها منتخب بلاده بما في ذلك يورو 2008 ويورو 2020 وكأس العالم 2006 و2018 و.2022

وفي يورو 2008 انضم مودريتش للفريق المثالي للبطولة كما صعد ببلاده لنهائي مونديال 2018 قبل الخسارة على يد فرنسا، واستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية قبل أن يحصد مع كرواتيا المركز الثالث في مونديال 2022 وفاز بالكرة البرونزية.

ويعتبر مودريتش اللاعب الأكثر مشاركة بقميص منتخب كرواتيا برصيد 174 مباراة دولية سجل خلالها 24 هدفا، كما حصد جائزة أفضل لاعب كرواتي 12 مرة (رقم قياسي) بين عامي 2007 و.2023

بداية لوكا مودريتش

وبدأ مودريتش الذي يلعب في مركز لاعب خط الوسط الارتكاز ويجيد أيضا اللعب في مركز لاعب الوسط المهاجم، مسيرته عبر نادي دينامو زغرب قبل إعارته لفريق زرينسكي موستار البوسني وإنتر زابريسيتش الكرواتي.

وبعد تألقه في صفوف دينامو زغرب، خطف مودريتش أنظار توتنهام الإنجليزي الذي تعاقد معه في 2008 وصعد بالفريق إلى الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا عام 2010، بعد غياب 50 عاما.

وفي صيف 2012 انتقل مودريتش إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 30 مليون يورو ، وفي الموسم التالي مباشرة فاز مع النادي الملكي بلقب دوري أبطال أوروبا ، وبعدما تولى الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان تدريب الفريق في 2016، بات مودريتش من العناصر المؤثرة في المارد الإسباني خلال رحلة التتويج بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال بين عامي 2016 و2018 ، وفي كل مرة من المرات الثلاث انضم إلى الفريق المثالي للبطولة القارية.

وحصد مودريتش 25 لقبا مع النادي الملكي من بينها خمسة ألقاب في دوري الأبطال وأربعة ألقاب في الدوري الإسباني ولقبين في كأس ملك إسبانيا، ليصبح واحدا من أنجح العناصر في تاريخ الفريق.

وفاز مودريتش بالعديد من الجوائز الفردية من بينها جائزة أفضل لاعب في العالم في 2018 ، ليصبح اللاعب الوحيد بخلاف الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يتوج بالجائزة منذ عام .2007

كما فاز مودريتش بجائزة أفضل لاعب في أوروبا وجائزة أفضل صانع لعب من الاتحاد الدولي للتأريخ الإحصاء في 2018 وانضم إلى الفريق المثالي للاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) ست مرات والفريق المثالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ثلاث مرات وجائزة القدم الذهبية تكريما له على مسيرتيه الإحترافية والشخصية.

دراما في حياة مودريتش

ولم تخل الحياة الشخصية لمودريتش من بعض الأحداث الدرامية، حيث تزامنت طفولته مع حرب الاستقلال الكرواتية في عام 1991، واضطرت عائلته للفرار عندما تصاعدت الحرب، وتم إعدام جده مودريتش، لوكا، على يد المتمردين الصرب في كانون الأول/ديسمبر 1991 بالقرب من منزله ، وبعد فرار العائلة، تم حرق المنزل.

وأصبح مودريتش لاجئا وعاش مع عائلته في فندق كولوفاري في زادار لمدة سبع سنوات ، وانضم والده إلى الجيش الكرواتي كفني ميكانيكي في مجال الطيران، وكانت كرة القدم بالنسبة له بمثابة وسيلة للهروب من واقع الحرب.

ويرى مودريتش أن الظروف المأساوية التي عاشها ، بلورت شخصيته ، حيث اعتاد على ممارسة كرة القدم في الساحة الخاصة بالفندق الذي يقيم به قبل أن ينضم للمدرسة الإبتدائية في عام 1991 تزامنا مع اللعب في أكاديمية رياضية وكان يحاول جمع المال لمساعدة عائلته، لكن في الوقت ذاته كان أحيانا يحظى بمساعدة عمه. وخلال مرحلة الطفولة كان زفونيمير بوبان وفرانشيسكو توتي مصدر إلهام لمودريتش.