تطوير القدرات الصناعية والمضي قدما في توطين التقنيات الفائقة التي توسع النطاق الرقمي في بلادنا يقود إلى اقتصاد وطني يواكب متطلبات الاقتصاد المعرفي ويعزز الرقمنة في تفاصيل الأداء الاقتصادي، وكلما تم التوسع في تصنيع أدوات هذا الاقتصاد فذلك يعني مزيدا من القدرات الصناعية والبشرية التي تنطلق في مساحات واسعة للابتكار والنمو على المدى البعيد.
مؤخرا أنشأت المملكة صندوقاً بقيمة مليار ريال للاستثمار في شركات أشباه الموصلات بما يعمل على تحفيز الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة للانطلاق في مجال يمكن أن يصنع الفارق الاقتصادي بصورة كبيرة خاصة وأن هذا المجال من المجالات الواعدة التي يمكنها أن تدعم كثير من العمليات الرقمية، ولدينا من الموارد البشرية ما يمكنه أن يتأهل ويتدرب ويبتكر فيها ويحقق القيمة في التقنيات الرقمية.
ولتحقيق قفزة نوعية في أشباه الموصلات المهمة تقنيا بدأت المملكة في تنظيم الفعاليات التي تستقطب صناع القرار، وقادة الصناعة والخبراء والباحثين في هذا المجال الرائد، ما يعمل على تمكين الابتكار واكتساب الخبرات وفتح الباب للشراكات والتحالفات الاستثمارية التي تنطلق بهذه الصناعة التي تتجه إلى المستقبل وتحقق كثيرا من العائدات لارتباطها بكثير من العمليات الرقمية بل باقتصاد المعرفة بأكمله.
مؤخرا تم تنظيم منتدى مستقبل أشباه الموصلات في الرياض وهو فعالية تحقق ما سبق وذكرته من مكاسب في تمكين الصناعة وتطوير قدرات الموارد البشرية من خلال استقطاب شركات الرقائق العالمية للعمل عبر تقديم حوافز خاصة، وتوفير التمويلات اللازمة، سواء للابتكار أو أعمال التصنيع، وذلك ما انطلق بكثير من الاقتصادات إلى آفاق كبيرة في النمو والتطور.
وحين نجد لدينا مؤسسات اقتصادية مثل المركز الوطني لأشباه الموصولات، فإن ذلك يعمل على تأسيس منظومة راسخة ومستدامة لتطوير أشباه الموصلات التي تؤدي دوراً حاسماً في صناعات المستقبل في ظل وجود صندوق يمكن أن يعمل على تمويل العديد من الأنشطة التقنية وتأسيس مراكز بحثية للابتكار، ورفع عدد شركات القطاع العاملة في هذا القطاع بالمملكة.
يكتسب هذا القطاع التقني الواعد أهمية مضاعفة من واقع تطور التقنيات والانفتاح على الرقمنة بصورة واسعة على الصعيد العالمي، ما يجعلنا ونحن نؤسس لتطور اقتصادي يرتكز إلى مقومات الرؤية الوطنية الطموحة أن نعمل على تمكينه، وتوفير البيئات الحاضنة التي يعمل فيها أبناء الوطن حتى يقودوا التطور التقني المقبل.
@MesharyMarshad