فيصل فهد الفريان

وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ

يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ

رَدّدِى اللهُ أكْبَر

يَا مَوْطِنِي



لم تحجب الغيم الأمن على بلدي.. أحدثكم اليوم اعتزازا عن أماننا وأمننا ورجاله، وغدا يفتخر بها ولدي وكنت أسمعها اعتزازا وفخرا من أبي وجدي..
أمن الأوطان لا يخضع للمساومة ولا لاختلاف الرأي ولا يسمح أن يطرح على طاولة الجدال.. هو أمننا ووطننا هو ملاذنا واستقرارنا هو أرض أجدادنا ومنزل عائلتنا ومشاريع أبنائنا، فكل شيء يخوض في أمواج التغيرات إلا الأمن تتكسر عنده كل الأمواج.
في قلب الوطن ضيوف الرحمن..

أغلى ما نحمله هو القلب، وعندما يكون قلبك ينبض بالحياة فيكون ما تحمله داخله نبضا وحياة للحياة.. المسلمون في موسمهم الأكبر حجاجا لبيت الله.. تحت أمننا وفي ظل من ائتمنهم الله على خدمتهم وراحتهم، خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وخلفهم رجال وضعوا راحة حجاج بيت الله هدفهم.. وأغلى طموحهم سلامة ضيوف الرحمن مهما كلف الأمر وهم لذلك الأمر جاهزون.


لمدة خمس وعشرين دقيقة ليلة أمس، في صالة العرض لقوات أمن الحج، ظل خلالها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، واقفا تحية لقوات عرض موسم الحج.. كانت كافية لإيصال الرسالة أننا وقواتنا جاهزون متوشحون براية التوحيد، مرددين الله أكبر على كل عدو، وكل متغطرس خائن.
التاريخ والجغرافيا، يتفقان على أن كل شيء تستطيع تعويضه، إلا فقد الأمن في الأوطان، فلا السفر يعوضك ولا الهجرة تنسيك، والأمثلة من حولنا كثر..
رجال الأمن دوما على العهد والوعد.. "جاهزون ومتأهبون" لردع من تسول له نفسه المساس بأمن الحجاج ومنع كل ما يمكن أن يؤثر على سلامتهم، أو يعكر صفوهم من خلال تطبيق منظومة أمنية احترافية متكاملة بدءا من دخولهم عبر المنافذ الحدودية، واستقبالهم "برا أو بحرا أو جوا"، ومرافقتهم لحظة بلحظة اثناء أدائهم مناسكهم، ويبذلون جهودا استثنائية لحفظ أمن وسلامة حشود مليونية بثقافات متعددة ولغات مختلفة لا يوجد لها مثيلا في العالم، سوى بالمشاعر المقدسة.
ما رأيته أمس ورآه العالم أجمع، يبعث على الفخر، بقدرات رجال أوفياء يعملون بكفاءة وهمة عالية، وبضربون أروع الأمثلة لحفظ النظام وإدارة الحشود بجانب مراعاة البعد الإنساني"، فضلا عن تسخير التقنيات والإمكانات المتطورة في الميدان لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن وتلبية احتياجاتهم في كل وقت.
في الختام.. لا يكون أطهر كلام إلا ما جاء في القرآن الكريم، وما قاله إبراهيم عليه السلام؛ ودعاؤه لمكة بالأمن والأمان، وذكر الله لنا الدعاء في كتابه الكريم مرتين، الأولى قبل بنائه الكعبة فجاء في سورة البقرة {ربِّ اجعل هذا بلداً آمناً} - سورة البقرة: ١٢٦ -.

والثانية: كان دعاء إبراهيم بعد بناء الكعبة فجاء في سورة إبراهيم {ربِّ اجعل هذا البلد آمناً} - سورة إبراهيم: 35 -.

@falfryyan