د. أحمد الكويتي


المشاركة الفاعلة من الجامعات السعودية هذا العام في نتائج 2025 للتصنيف العالمي «QS» ملفته ومقدرة، هذا الحضور المشرف من بين ما يقارب 1503 جامعات مسجلة حول العالم، فقد شهدنا تصنيف 20 جامعة سعودية، خمس منها حصلت على مراكز متقدمة حسب الترتيب وهي: جامعة الملك فهد للبترول والمعادن « 101»، جامعة الملك عبدالعزيز «149»، جامعة الملك سعود «200»، جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل 513، جامعة الأمير محمد بن فهد»513»، هذه الجامعات تتقدم في كل سنة، وتشهد قفزات مدروسة مما يؤكد النمو في خطط التحسين والتنفيذ لديهم.
وللمضي قدماً في تشجيع باقي الجامعات ودعم استمرار من وصل، هنا نحن بحاجة إلى خطط ملموسة تساهم في تحسين تصنيف الجامعات على الصعيد الدولي، وهذا يتطلب تجاوز مجموعة من التحديات التي سوف تواجههم، ومن أبرزها وأولها التركيز علّى الجودة الأكاديمية والبحثية والعمل على زيادة عدد الأبحاث النوعية المنشورة في المجلات العلمية الرائدة ذات التأثير والاستشهاد العالي ودعمها بالتمويل اللازم ليصبح لديها القدرة على نشر أبحاث عالية الجودة، في ظل وجود بنية تحتية داعمة ومحدثة، ومتبنية أحدث التقنيات والابتكارات في مجال التعليم والبحث، وحتى يتم ذلك عليّنا أن نعمل دعم عضو هيئة التدريس بالإمكانات والدعم المادي واللوجستي، والعمل كذلك علّى إتاحة التعاقد مع أعضاء هيئة تدريس وباحثين متميزين على المستوى الدولي وتسهيل إجراءاتهم من خارج المملكة، ويعزز ذلك دعم فكرة الشراكات الدولية والتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية المرموقة.
وثاني التحديات، «السمعة الأكاديمية» وهو مصطلح يعني بتحسين استراتيجيات التسويق والترويج للجامعات السعودية على المستوى الدولي، وأهمها المشاركة والتواجد بفعاليات في المحافل الدولية من خلال المؤتمرات والمنتديات الأكاديمية، وكذلك الحفاظ على نسبة أعداد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الدوليين، ومنها العمل على تطوير برامج دراسية تستقطب الطلاب الدوليين وجذبهم في جامعاتنا ليدرسوا ويبحثون جنبا إلى جنب مع أبنائنا الطلاب ضمانا لتبادل الخبرات وتنوعها.
وثالثها هو «البيئة التعليمية» وتعني إيجاد برامج أكاديمية تعليمية مبتكرة تواكب التطورات العالمية وسوق العمل، ولتكن تلك مدعومة بمنظومة التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد، معزز البنية التحتية ولتواكب مستجدات التقنيه العالمية والذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم.
خلاصة القول.. شهدنا هذا العام نمو وقدرة وصول بعض من جامعات المملكة إلى المستهدف مبكراً، وهي جميعها بحاجة ماسة لمعالجة التحديات وتنفيذ استراتيجيات شاملة ومتكاملة، ورؤية طويلة المدى مستدامة تستند إلى تعزيز الجودة والابتكار والتعاون الدولي.
*جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل