عبدالله العزمان يكتب:


الحديث عن النوايا الحسنة أو النوايا الطيبة قد يأخذ مسارات عديدة ويتشعب مع الرغبة في الوصول لمدى تأثيرها في حياتنا وقراراتنا وقدرتنا على تقييم المواقف والأهداف بشكل متكامل.
ولعلي في البداية استشهد بقصة توماس مجلي الذي ابتكر الفريون في الثلاثينيات من القرن الماضي وهي مادة استخدمت في التبريد وكانت فعالة لدرجة كبيرة في صناعة الثلاجات ومكيفات الهواء، ولكن وبعد قرابة خمسين عاماً على وفاته، اكتشف أن لهذه المادة أثرا بالغاً على طبقة الأوزون، ما تسبب لها بضرر دائم لا يمكن إصلاحه، ما حوله من مخترع عظيم، إلى واحد من أكثر الشخصيات المدمرة على مر التاريخ، على الرغْم من أنه كان ينوى تطوير العالم عبر الاكتشافات العلمية، فالعلم على عظم مكانته.
وكما يقول د. مصطفى محمود، إذا أسئت استخدامه قد يقضي على العالم كله.. ولكن في حال رغبنا الحديث على الصعيد الشخصي، قد تجد أن جارة تتصدى لتقديم النصائح لجارتها وهي ليست أهل أبدا للنصح، لا نها في الحقيقة الأمر، لا تحسن إدارة بيتها، فتتسبب في هدم بيت جارتها، ويشير شخص مهمل في عمله، على زميل له، بعدم الانصياع للقرارات الإدارية وإن كانت صائبة، ويعزو ذلك إلى خبرته الإدارية الكبيرة ونيته الطيبة، فيتسبب في صرف نظر الادارة عن ترقية زميله،
ويطرح شخص فاشل في عمله، اقتراحات تجارية فاشلة، على تاجر مبتدئ، فيدفعه إلى نفق الديون والخسائر.

برأيي أنه على الرغم من أهميتها وتاثيرها .. أرى أن النوايا الطيبة ليست كافية وحدها، لتشرع لنا المضي قدماً فيما نود أن نعمله، بل ينبغي أن تكون تلك الأفكار والنصائح، وفق الشرع الحنيف، وأن تأتي من صاحب خبرة ودراية، وأن لا نكون من باب الإلزام للغير، لأنها تبقى عبارة عن مجرد رأي قد يصيب قائله وقد يخطئ، فأرواح الناس وحياتهم ليست حقل تجارب نسرح فيه ونمرح كيف نشاء.
وفي الختام.. ليكن تعاملنا معها من باب قول النبي - عليه الصلاة والسلام - من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعنيهِ.
@azmani21