خواطر الشهري


شاهدت لقاء لرياضية «كمال أجسام» تتحدث عن عشقها لهذه الرياضة، ولضخامة عضلاتها، وللنادي الرياضي، ورغم حبها الكبير للأثقال؛ إلا أنها لا تنصح النساء بها، ولا تدربهن؛ واستمرت خلال اللقاء مبتسمة رغم كمية الهمز واللمز التي تصلها؛ ولكن ليس هذا ما لفتني في المقابلة، بل اللافت هو الاستماتة في تبرير رغبتها وحبها لهذه الرياضة، وهيئتها التي تُوصف بذات الجسم الذكوري!
بغض النظر عن قراراتنا الشخصية، التي تخصنا نحن فقط ولا تؤثر على محيطنا الصغير أو الكبير؛ لماذا نبرر؟ لماذا ننتظر بصيص تقبُّل أو على الأقل ننتظر عدم الاكتراث لقراراتنا من الغير! هل المجتمع الضيق وصي! ومهمته نبذ من يحيد عن النمط، من باب الامتثال والتشابه لهذا النطاق وهذا المحيط، وردع احتمالات التكرار من الآخرين!
وحتى نكون على نفس الصفحة سوياً، لا أقصد أي فعلٍ يؤثر سلباً على الشخص نفسه ويمتد إلى أسرته، وعائلته، بل أقصد القرار الذي يجد نفسه فيه وراحته، وهو شخصيته الحقيقة، كمثل الرياضية المستميتة في التبرير.. أحياناً حتى في الاختيارات البسيطة كالملابس والعطور مثلاً، أو حتى في الاختيارات المصيرية كالعمل، أو اختيار التخصص الدراسي، أو في الأمور الخاصة، كالسمنة أو النحف، وتصل أيضاً للأنواع التي لا نحبها أو نحبها من الأطعمة؛ لا بد أن نرى التبرير الذي قد يُوصف احياناً بجلسة الاستجواب، أو بأرجوكم لا تنبذوني بسبب اختلافي، أو تقديمي لنفسي أولاً في أمر ما يخص حياتي! رغم أن بعض المجتمع في وقتنا الراهن لم يعد يهتم لبعض التفاصيل، ولكن التبرير يأتي كمحاولة البكاء قبل تلقي الضربة؛ أو على مقولة المصريين «عملنا اللي علينا».
الترسبات التي توجد بداخلنا، سواءً نتاج ما عشناه، أو وصل إلينا من قصص، تؤثر على تصرفاتنا؛ ولا يعني ذلك ضعفاً في الشخصية، فاتخاذ القرار هو بذاته شجاعة، إنما هو التعب من الدخول في موجة عاصفة، لحالةٍ لا تسحق هذا العصف، وفي ذات الوقت، لم تعد الطاقة ترغب بتوجيهها في هذا النوع من الحروب؛ لأن استخدامها يحتاج إلى سبب يستحق هذا الإفراغ الطاقي.
إن كان التبرير لا بد منه؛ من هو بوجهة نظرك المستحق لهذه الجلسة، لتبرير اختيارك ورغبتك! ولماذا اخترته؟ وهل ينتظر منك التبرير، رغم قربه الشديد لك.
@2khwater