زارني صديق كان يعمل بمنصب النائب الأعلى لرئيس إحدى الشركات، وذلك خلال فترة إقامتي في سان دييغو.
قضينا أوقاتا عائلية ممتعة، تنقلنا بين أبرز وأجمل المناطق في المدينة، قررنا أن نذهب إلى «كشتة» شِواء على شاطئ لاهويا الفتان، أعددنا كل شئ للرحلة لكن خطأ ما تم ارتكابه من قبلي وهو الاستعانة بالبنزين من أجل إشعال الفحم!!!
أخطأت بإحضار بنزين معنا، وأنصح الجميع بعدم استخدام البنزين في إشعال أي شئ لأن ما حدث لنا كاد أن يتسبب بحريق كبير لولا شجاعة صديقي، بعد أن جهزنا الفحم والمنقلة والدجاج ذهبنا إلى مكان بجانب الماء. وضعنا الفحم ثم سكبنا البنزين عليه فاشتعل لكن المأساة حدثت!!
سقط جالون البنزين فاشتعلت الأرض والعشب نارا وتمددت لمسافة، تسابقنا لإطفاء الحريق بالرمل لكن الجالون ظل يحترق ويحرق ما حوله، فجأة ذهب النائب لجالون البنزين المشتعل وحمله ثم قذفه بكل شجاعة في البحر.
ويبدو أن خبرته مع البنزين في الشركة التي يعمل بها أنقذتنا وأنقذت لاهويا الجميلة من هذا الحريق بفضل الله، ظل يتألم من أصابعه، وفي الغد رأيت أصابعه وقد انتفخت من آثار الحريق.
بعدها قررت ألا آخذ البنزين معي إلى أي مكان واستبدله بصديقي.. هذا إذا كان النائب لرئيس الشركة يملك أصلا فراغا من عمل، وإذا قربتنا المسافات، فهو يعيش في الظهران وأنا أعيش في الرياض، المهم أننا «قتلنا النار» وتفرغنا للشواء ثم أكل ماشويناه واستمتعنا بمناظر لاهويا وبحرها وبرها وسمائها.
بعد ذلك تمتعنا بإكمال زياراتنا لمناطق سان دييغو، ولوس أنجلوس القريبة، لكنني لا أنسى ما حدث لأصابع الرجل الشجاع، كان آنذاك في برنامج تنفيذي بجامعة ستانفورد، وأنا أدرس في دبلوم للتعليم العام بكلية غروسمانت بسان دييغو قبل أن أكمل البكالوريوس في جامعة كاليفورنيا.
أكتب هذه القصة للتحذير مرة أخرى من استخدام البنزين مع ضرورة صداقة المخلصين الشجعان.
نهاية: يا صاحبي وهواك يجذبُني
حتّى لأحسب بيننا رحما
ما ضرّنا والودّ ملتئمٌ
ألّا يكونَ الشّملُ ملتئما
إيليا أبو ماضي
@karimalfaleh