د. أحمد الكويتي


استكمالا لما طُرِح في مقال الأسبوع الماضي بشأن التصنيفات الجامعية وما تلقيته من ردود فعل حولها.. التصنيف الجامعي هو عملية تقييم وترتيب مؤسسات التعليم العالي بناءً على مجموعة من المعايير ومؤشرات، تساعد في تقديم صورة شاملة ومتكاملة عن أداء الجامعات على الصعيدين الأكاديمي والبحثي، ذلك من خلال رفع معلومات وأرقام قابلة للقياس تساعد على مقارنة الجامعات على الصعيد العالمي أو داخل بلد معين، تشمل هذه المعايير عادةً جوانب مثل:
أولها جودة التعليم، ويتم من خلال تقييم مستوى التدريس، عدد الطلاب لكل أستاذ، ونسبة الطلاب الذين يكملون دراستهم بنجاح. وثانيها البحث العلمي، وهو يشمل عدد الأبحاث المنشورة، جودة الأبحاث، عدد الاستشهادات بتلك الأبحاث، ومدى تأثيرها، وثالثها السمعة الأكاديمية، وهو يُعتمد على استبيانات تُجرى بين الأكاديميين والباحثين وأرباب العمل، ورابعها التنوع الدولي، ويحسب من خلال نسبة الطلاب والموظفين الدوليين في الجامعة، وخامسها التوظيف وهو يعني في نسبة توظيف الخريجين ومستوى رضا أصحاب العمل عنهم.
وإن اختلفت التصنيفات الجامعية العالمية من خلال وكالات دولية تصدت وانتشرت وأثرت في مجموع تطور التعليم من الجامعات من خلال اختلاف نسبة المؤشرات من واحدة لأخرى وتركيزها عن معيار لآخر وأهمها؛
تصنيف «QS» العالمي، فهو يعتمد على مجموعة من المعايير بما في ذلك السمعة الأكاديمية والسمعة لأرباب العمل، ونسبة الطلاب لأعضاء هيئة التدريس والاستشهادات البحثية لكل عضو هيئة تدريس، وكذلك نسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين في كل جامعة، وتمت إضافة 5 مؤشرات تقيس مؤشرات التنمية المستدامة الخاصة بأهداف الاستدامة للأمم المتحدة، أيضا تصنيف تايمز للتعليم العالي «THE» فهو يركز على التدريس، البحث، الاستشهادات، الدخل الصناعي والتنوع الدولي، وكذلك تصنيف التايمز لديه مؤشرات خاصة تقيس تأثير الجامعات وعددها 17 مؤشرا، والتي وضعتها الأمم المتحدة عن التنمية المستدامة، وكذلك تصنيف شنغهاي «ARWU» الأكاديمي للجامعات العالمية، فهو يعتمد إلى حد بعيد على أعداد الحاصلين على جوائز نوبل وأوسمة فيلدرز، وعدد الإنتاج البحثي والاستشهادات لأعضاء هيئة الدريس، وكذلك الأداء الأكاديمي بالنسبة لحجم الجامعة.
خلاصة القول هي النافذة لمجتمع المعرفة وإحدى القوى التي تظهر المملكة المتطورة في العلوم والبحث والتعليم المتقدم، وتسهم في مساعدة قيادي الجامعات والطلاب والمجتمع الأكاديمي وأصحاب العمل، على اتخاذ القرارات المستنيرة، هذه تصنيفات دولية تواجدنا مهم، وكم نتمنى التسريع بإصدار التصنيفات السعودية بنسختها الأولى من هيئة تقويم التعليم والتدريب.
*جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
@Ahmedkuwait