عبدالله العزمان يكتب:


نعيش اليوم في عصر يشهد تطور في التقنية بشكل سريع، ولهذا التطور انعكاسات إيجابية كثيرة على حياتنا، فمن ذلك أن له دور كبير في تحسين جودة حياتنا، كوجود التطبيقات الذكية المختلفة، التي وفرت جهدا ووقتاً كبيرا على مستخدميها، أسهم وبشكل كبير في سرعة إنجاز الأعمال المختلفة، كما وفرت التقنية الحديثة المنصات الرقمية التي ساهمت في نشر التعليم للأفراد والمجتمعات، ولعل جائحة كورنا كانت خير مثال على ذلك، ثم أن التقنية زادت من قدرة الناس على التواصل مع بعضهم البعض، واصبحت أداة فاعلة في نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع.

ولعل من أبرز ما وصلت إليه التقنية في الوقت الحاضر هو الْذَكَاءُ الاصطناعي، ويعرف بأنه سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية مما يجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخصائص القدرة على التعليم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة(ويكيبيديا)، وقد وفرت هذه التقنية، القدرة على خلق أجواء افتراضية توفر الجهد والوقت والمال على الشركات، كاستخدامها في مجال تدريب الطيارين وفي التخطيط العمراني، وفي صناعة السيارات وغيرها الكثير.

إلا أنه وبالرغم من الجوانب الإيجابية الكثيرة للذكاء الاصطناعي، فهناك جوانب عدّة غير إيجابية، كاثرها المباشر على فقدان العديد من العاملين لوظائفهم، فبحسب الباحثين فيري واسبرن، سيفقد ٤٧٪ من العاملين وظائفهم في أمريكا خلال العقدين المقبلين لكون ان وظائفهم ستكون عرضة للزوال.

ومن سلبياته كذلك، إنه يوثر وبشكل مباشر على الإبداع البشري الخلاق، حيث يجعل البشر يعتمدون عليه وبشكل كبير في تقديم حلول لمشاكلهم وابتكاراتهم، فتنعدم روح التنافس والابتكار.

ولكن لعل من أخطر هذه السلبيات، هي قدرة البعض على خلق مقاطع تحاكي وقائع ليس لها حقيقة تذكر، مما قد تؤثر على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وقد تتسبب في هدم أسر وتشتيت أفرادها، لذا، ينبغي أن نحذر من تلقي مثل هذه المواقف، وأن لا نصدق كل ما يمر علينا من أحداث مفتعلة وغير واقعية، ولننأى بأنفسنا عن الخوض فيما ليس لنا فيه من مصلحة وفائدة.
@azmani21