د. شلاش الضبعان يكتب:


هل تصدق أن هناك من يحاربون من يريد الخير للآخرين وأن هناك من يسعون في تدمير الجهود التي فيها النفع للمجتمع؟ومن أوقفوا حياتهم على البحث عن زلات الناجحين؟
صدق أو لا تصدق، فالواقع مع شديد الأسف يشهد، وأعتقد أن هؤلاء بلغوا من الدناءة درجة كبيرة، فالإنسان الطبيعي يقع في الخطأ، ولكن لا يمكن أن يحارب من يريد انتشاله من الخطأ.
عندما أقرأ السيرة النبوية أجد تفنناً من أذكياء، في السعي لوأد هذا المشروع العظيم الذي جاء بالخير للبشرية، وفيه العز والرفعة للجميع، وأولهم من سعى في وأده.
فتقول كتب السيرة: لما جهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة بعد قوله تعالى «واصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين»، أشغل البعض وأهمهم أن موسم الحج قد اقترب، وأن وفود العرب ستقدم على مكة، وستسمع وقد تتأثر، فاجتمعوا عند الوليد بن المغيرة يضعون الخطط السوداء، فقال لهم الوليد: أجمعوا فيه رأياً واحدًا، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً، ويرد قولكم بعضه بعضاً، قالوا: فأنت فقل، وأقم لنا رأياً نقول به، قال: بل أنتم فقولوا أسمع، قالوا: نقول: كاهن، قال: لا والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزَمْزَمَة الكاهن ولا سجعه.
قالوا: فنقول: مجنون، قال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، ما هو بخَنْقِه ولا تَخَالُجِه ولا وسوسته.
قالوا: فنقول: شاعر، قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رَجَزَه وهَزَجَه وقَرِيضَه ومَقْبُوضه ومَبْسُوطه، فما هو بالشعر.
قالوا: فنقول: ساحر. قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنَفْثِهِم ولا عقْدِهِم.
قالوا: فما نقول؟ قال: أمهلوني حتى أفكر، وبعد أن فكّر وقدّر، قال لهم: والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أصله لعَذَق، وإن فَرْعَه لجَنَاة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا: ساحر، جاء بقول هو سحر، يفرق به بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك.
وفيه قال الله تعالى «ذرني ومن خلقت وحيداً، وجعلت له مالاً ممدوداً، وبنين شهوداً، ومهدت له تمهيداً، ثم يطمع أن أزيد، كلا إنه كان لآياتنا عنيداً، سأرهقه صعوداً»
احذر أن تتدنى، فتُضيع قدراتك وذكاءك في حرب الأخيار والناجحين.
@shlash2020