عبدالرحمن المرشد


يعتقد البعض أن الأجواء الحارة التي نعيشها وليدة هذه الفترة فقط بمعنى أنها لم تكن موجودة في السابق، لانهم يربطون شدة الجو بانتشار المصانع ومباني الخرسانة والحديد وعوادم السيارات وغيرها، وهذا اعتقاد خاطىء لأن درجات الحرارة العالية موجودة في منطقتنا منذ قديم الأزل، وقد أشار إلى ذلك الكثير من الرحالة والمؤرخين الذين زاروا هذه الأماكن على فترات زمنية متعاقبة، إذن كيف استطاع أجدادنا التأقلم مع حرارة الجو بشكل جيد؟.
أرى أن السبب الرئيس يكمن في وسائل البناء وطريقة استخدام المواد المناسبة في ذلك الزمن، ومن أهم الوسائل المستخدمة التي كانت فعالة جداً وتتأقلم بشكل كبير مع أجواءنا الحارة والباردة هي «الطين والخشب والجص والتبن» أغلب تلك المواد اختفت ولم تعد موجودة إلا للذكرى.
تلك المنازل بطريقة بناءها القديمة تعطي دفئاً في الشتاء وبرودة في الصيف مما ساعد ساكنيها في ذلك الزمن على التغلب على شدة الأجواء المختلفة كما أنها تساهم في تعديل الجو العام وتحسينه لتصبح الأجواء معقولة ومقبولة.
ولا يخفى على أحد أن استخدام المواد المناسبة للأجواء تعتبر خط الدفاع الأول والأهم ضد درجات الحرارة والبرودة العالية، ولذلك فإن تنويع مواد البناء بدلاً من اقتصارها على الخرسانة والحديد سيساهم في تخفيف تلك الأجواء الحارة، ومن تلك المواد «الخشب» التي تعتبر بديلاً مناسباً نظراً لتكيفها مع الحرارة والبرودة بشكل جيد بحيث تعطي دفئاً في الشتاء و برودة في الصيف مما يجعلها موفرة للطاقة بشكل مناسب مع تزويدها بمواد تمنع الاحتراق أو تقلله بشكل كبير.
من خلال تجربة صديق في بناء استراحة خاصة عن طريق استخدام «الحجر» الزائد لديه في البناء أعطى نتيجة إيجابية لمستها بنفسي مما يجعل تنويع مواد البناء أمرا ايجابيا يحقق الفائدة للجميع.
@almarshad_1