محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:


عادةً ما يشعر الناس بالفخر والسرور عندما يحققون نجاحات في حياتهم، سواء كان ذلك بتخرج أبنائهم من الجامعات أو ترقيتهم في العمل أو استمتاعهم برحلاتهم العائلية أو غيرها من مناسبات سعيدة.
ولكن المشكلة تنشأ عندما يبدأ البعض بالشعور بالحسد والغيرة تجاه هذه الإنجازات والأفراح، فقد يكون هناك من لا يستطيع تحقيق نفس النجاحات لأسباب مختلفة، مثل الظروف المادية أو الصحية أو غيرها. وعندما يرى هؤلاء الناس ما يشاركه الآخرون، قد يبدأ لديهم شعور بالنقص والحرمان وقد تصل الى العين الحاسده وإلى الحاق الضرر بأنفسهم وبمن حولهم.
فالعين والحسد قد يتسببان في إلحاق الأذى النفسي والجسدي، سواء للشخص الذي يشعر بالغيرة أو حتى لمن يشارك أفراحه. فالشخص المحسود وقد يتعرض للسحر أحياناً أو من العين وهنا قد يدفع صاحب الفرح ثمنًا باهظًا نتيجة لحديثه عن إنجازاته وأفراحه و غالباً ما نشاهد حالات من تدهور الأوضاع الشخصية والعائلية بسبب الحسد والعين، فالبعض يُصاب بالضرر من أقرب الناس إليه عندما يفشي أسراره وينشر إنجازاته.
الأمر يتطلب منا جميعاً التعامل بحكمة وتوازن. نحن بحاجة إلى التمتع بتجارب الآخرين دون أن نسمح للغيرة والحسد بالتسلل إلى قلوبنا، كما أن الحفاظ على الخصوصية أمر بالغ الضروره والأهمية لحماية أنفسنا وأسرنا، والعين حق، فكم من شخص تدهورت حياته واكتئبت أسرته بسبب إفشاء أسرارهم وتباهيهم أمام الآخرين. لذلك، من الحكمة أن نكتم على إنجازاتنا الشخصية وأن لا نتباهى بها أمام الناس والشكر لله تعالى على النعم التي وهبنا إياها هو أفضل من التباهي أمام الناس. فالتواضع والبعد عن المباهاة هما السبيل الأمثل للحفاظ على أنفسنا وأسرنا من مخاطر الحسد والعين.
وإذا سُئلنا عن أمور نجاحنا، فيمكننا الرد بعبارات موجزة وعامة دون الدخول في التفاصيل لأن الحكمة في كتم النجاحات والإنجازات الشخصية تدعونا إلى حفظ أسرارنا وأنفسنا وهي من الحكم الهامه والبالغة التي ينبغي أن نتحلى بها في حياتنا اليومية. ولتذكر حديث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما حذر من مخاطر الحسد والعين،
«استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود.
نهاية..
قال تعالى:
«وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ»
@alsyfean