سالم اليامي يكتب:


- من الأمور التي يجب الانتباه لها بحذر في حال نشوب الأزمات والصراعات حالة إطالة أمد أزمة أو صراع حيث أن هذه الحالة خطيرة ويترتب عليها معادلة صعبة تقول أن طول أمد الأزمة، أي أزمة يتناسب طرديا مع زيادة وبروز أزمات ومعضلات جديدة بعضها صغير والبعض الأخر كبير ومستعصي.
- من ذلك الصراع أو أزمة الاحتراب الأهلي في السودان التي دخلت عامها الثاني بدون بروز أفق للحل بل بالعكس التشدد، والتعنت يزداد من الطرفين كلٌ على رأيه مما يعقد المسألة ومما ينذر ببروز أزمات جديدة تزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي و الإنساني.
- في يوم ٢٠ يونيو ٢٠٢٤ برزت حالة انشقاق أو تمرد أو حالة رفض لسلطة الدولة السودانية التي يقودها الجيش في منطقة شرق السودان هذه المنطقة التي تظم خليط عرقي وثقافي وقبلي، ونفس المنطقة تحتضن الحكومة السودانية في مدينة بورسودان ، هذه الحالة تمثلت في احتلال أفراد من عرقية تقطن شرق السودان لهيئة لمقر الاذاعة والتلفزيون القومي أو الوطني في السودان الذي نقل مقره الرئيس إلى هذه البقعة بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع لاشهر طويلة على المقر الرئيس في أم درمان.
- وبالمناسبة هذه المنشأة استعادها الجيش قبل أشهر قليلة وهي عبارة عن ركام وخرائب لا تصلح لاي استخدام طبيعي. عرقية البجا وهي تحتل مقر الاذاعة والتلفزيون تحدث بعض افرادها عن مظلوميات وتمييز تعرض لها الناس في شرق السودان من الحكومة المركزية في الوسط طوال السنوات الماضية وأكد نشطاء من البجاوية كما يسمونهم في شرقي السودان على ضرورة الانفصال والبحث عن الحقوق الضائعة لأبناء هذه العرقية منذ الاستقلال في العام ١٩٦٥.
- السودان اليوم وبعد ما يقرب من أربعة عشر شهر من القتال المتواصل بين قوى هي في الاصل تنحدر من مؤسسة الجيش أصبح نهباً بين القوى الطامحة والطامعة للانفصال وبين القوى والحركات التي بعضها له عمر يقرب من الأربعين عام ممن يسمون بالفصائل المتمردة أو المستقلة. حادثة البجا التي قيل أنها برزت بسبب رفض مسئولي التلفزيون زي لاحدى المذيعات البجاويات ليس إلا الجزء الظاهر من الأزمة ، أما ما خفي فهو أكبر وأعمق ولله الأمر من قبل ومن بعد.
@salemalyami