عبدالكريم الفالح


عندما كنت أدرس في أمريكا، كان يجوب مدينة سان دييغو التي عشت بها أشخاص يطلبون من الناس التوقيع على أوراق تطالب بإبعاد حاكم ولاية كاليفورنيا آنذاك جاري ديفيس.. وقد استغربت كيف لدولة عظمى أن يترك أناسها كل الوسائل الإلكترونية والحديثة ويذهبون لتجميع التواقيع حول حاكم من حكامها في الشوارع!!
لكن الانتخابات قامت وتم تنصيب بطل بناء الأجسام والممثل آرنولد شوارزنيجر حاكما لها وهي أكثر الولايات سكانا وثالثها مساحة، وتعتبر كاليفورنيا أيضا الثانية من حيث عدد السكان في الأمريكيتين، ولا تتجاوزها إلا ساوباولو البرازيلية.
الأمريكيون يميلون في أغلب ترشيحاتهم إلى المرشح الذي تدور حوله الأضواء كما حدث مع ريغان «الممثل» وكيندي «زوج جاكلين» و شوارزنيغو «ممثل ورياضي» وترامب «مقدم برنامج شهير وعقاري» حيث كان يقدم برنامجا باسم «ذا أبرينتايس» The Apprentice وتعني المتدرب، وهو برنامج تلفزيون واقع كان يعرض مقدرة الشباب لكي يصبحوا رجال أعمال محترفين وذلك من أجل أن يربحوا في النهاية مبلغ 250 ألف دولار أمريكي.
بايدن ليس رياضيا ولا سياسيا محنكا ولم يثبت جدارته في أية قضية سياسية ولا يملك كاريزما مثل تلك التي يملكها كينيدي أو ريغان كما أنه فشل في لجم المحتل من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ما منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى أفواه الجياع.
إذا كان بايدن سيهزم ترامب في الانتحابات فهو سيفعلها بأخطاء ترامب وتصرفاته وتصريحاته العجيبة ومحاكماته وهجماته كل حين على دول مثل الصين التي تحتل المرتبة الثانية بعد الهند بين أكبر الاقتصادات في العالم من حيث معدلات النمو.
وتشعر أمريكا والدول الغربية بالخوف من اجتياح السلع التكنولوجية الصينية الرخيصة الأسواق العالمية وهو ما يعتبرونه منافسة غير عادلة.
وحذر ما يسمى «العيون الخمسة» وهي شراكة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا من أن الصين تكثف حملاتها لإغراء طياري المقاتلات السابقين من الدول الغربية.
بين التمثيل والإعلام والحروب يبرز رؤساء الولايات المتحدة، وفي الاستخبارات يتكاتفون ويحيكون المؤامرات من أجل محاولة كبح جماح الدول المتألقة.
@karimalfaleh