نعيش هذه الأيام أيام الاجازة الصيفية، وهي فرصة لمن أراد التقدم والتعامل مع ما يمر عليه في هذه الحياة كمحطات يتزود منها نحو النجاح الدنيوي والأخروي، وبالمقابل هي ضياع لمن لا يحسن التعامل مع ما يمر به، والوقت هو الحياة، وأعتقد أن من سيخسر الإجازة يتميز بالآتي:
- عدم امتلاك مشروع واضح، ولذلك تمر عليه مثل هذه الإجازات بأوقاتها الطويلة وفراغه فيها ولا يستفيد منها، أصحاب القراءة، الإجازة فرصة لهم لزيادة ثرائهم العقلي، سواء بقراءة تخصصية أو عامة، أصحاب المشروعات الإنتاجية فرصة للتجهيز وإعداد مواد متميزة للانطلاق بها مع عودة الدوام والأعمال، محبو القرآن الكريم فرصة لزيادة التأمل والتدبر «لقوم يعقلون» وفرصة لزيادة النصيب من المحافظة والمراجعة، أيضاً الإجازة فرصة لزيادة الساعات التطوعية وساعات التدريب، سواءً حضورياً أو عن بعد، واليوم الفرص متوافرة لكل باحث عن النجاح.
- أسرى المقارنات، فمن يسترق نفسه وعائلته (وفي أحيان عائلتها) في متابعة غيره والمطالبة أن يكون مثله، سافروا لماذا لا نسافر؟ فعلوا لماذا لا نفعل؟ سيعيش في عذاب وقد يوقع نفسه وعائلته فيما هو أسوأ، لكل ظروفه، ولكل قدراته، وليس شرطاً أن تكون السعادة بالسفر أو الشراء، كم من جالس في بيته أسعد وأهدأ بالاً ممن دار حول العالم، ضع خططك وفق واقعك وستكون الأسعد.
- هواة التنغيص، وهؤلاء عندما يرون السعادة يسعون في تعكيرها، وعندما يرون الاجتماع لا يرتاحون حتى يتشتت، وعندما يرون شاباً منطلقاً يتفننون في تحطيمه، وفي كل إجازة لهم مشكلة تذهب الإجازة وهم – ومن حولهم- في دوامتها.
- الانشغال بالتوافه، مما يتسبب في إضاعة الإجازة الانشغال بالجوالات والألعاب الالكترونية بحيث تأكل أغلب الوقت، ومثلها الانشغال بالقال والقيل، ولماذا وما هو السبب؟ فتضيع الأعمار فيما إن لم يضر، فلن ينفع.
- دخول الإجازة بميزانية مفتوحة، وهذا يقع فيه من لا يخطط أو يستسلم لضغوطات زملاء البيت، فيرجع بعد الإجازة بقروض تدمر السعادة الوقتية التي حصلها في الإجازة، ليس شرطاً أن نسافر في الإجازة إن لم نكن نمتلك الميزانية، وأكل المطاعم ليس أجمل من أكل البيت، وليس شرطاً أن نصرف يومياً.
حتى تسعد في إجازتك احذر أن تكون من هؤلاء، أو أن تُبتلى بأحدهم فلا تحسن التعامل معه.
@shlash2020