د. محمد حامد الغامدي


مشروع تبنيته لمحاربة العطش. طرحته منذ عقود، تدور جميع أفكاري في مجال فلكه وأهدافه، سيحقق تطلعاً إنسانياً لصالح الأجيال القادمة، قراءة وضع المستقبل في ظل ندرة المياه وزيادة الطلب عليها، تثير قلقاً، مشروع يجب أن يكون، قراءة مستقبل الماء في بلادنا «حفظها الله» واضحة وفق معطيات الحقائق ومؤشراتها.
مستقبل الماء يتوقف على توفر مصادره الطبيعية، تنحصر في بلدنا على المياه الجوفية، مساحته الكبيرة «أكثر من مليوني كيلومتر مربع، تعادل مساحة دول عديدة» خالية من المياه السطحية.. الأنهار والبحيرات، هذا يجعل شبح العطش وتهديده دائم الحضور والقلق.
ندرة الماء تجعل التحدي أمامنا مستداماً، أيضاً بمحاذير استراتيجية خطيرة، تتعاظم مع زيادة عدد السكان والتوسعات الزراعية والصناعية، ونتيجة لذلك يأتي السؤال الاستراتيجي: كيف نواجه تحديات ندرة الماء؟
تأتي الأجوبة بأفكارها.. من جهتي كباحث في شأن استدامة المياه، اخترت لنفسي خطا بيئيا يحقق إجابتي المثالية. معتمدا على معطيات جغرافية وجيولوجية. هذا يعني أن لها أساس علمي. هذه الإجابة ليست خاطرة، هذه الإجابة ليست موضوع تعبير. هذه الإجابة تحقق مشروع رغد حياة المستقبل المائي المنشود.
الحديث عن المستقبل حديث عن الحياة، حديث عن الوجود، الذي لا يستطيع قراءة المستقبل لا يستطيع خدمته، لا يستطيع التأثير في مساراته وتوجهاته. الأمة التي لا تقرأ مستقبلها ستظل تعيش في خطر الزوال. وإذا كان الماء هو الخطر فهذا يعني أن التهديد الوجودي لهذه الأمة ينبع من بيئتها نفسها. في نهاية المطاف يعني الموت عطشا أو الهجرة.
بسبب خطر ندرة الماء تصبح البيئة طاردة للحياة. ونتيجة لذلك، على الأقل أمام نفسي، لم تتوقف جهودي، ودفق أفكاري ونشاطي، ورفع صوتي. تتعاظم وتتوالد لمواجهة ذلك الخطر الوجودي قبل أن يقع.
الأفكار المطروحة كثيرة خاصة مع ثورة التقنيات العلمية. جميعها تطرح ما تراه حلولا لمواجهة ندرة الماء، لن أدخل في سرد هذه الأفكار. لكنها جميعا تعمق مشكلة ندرة الماء، رغم أنها توفره، هناك طرح قادم يفسر ذلك.
هنا سيكون تركيزي على المفاضلة بين مشروعي لإنقاذ المستقبل من العطش، ومشروع أعذبة مياه البحر كفكرة اصطناعية راجت على كوكب الأرض. تبنته الجهات المسؤولة في بلدنا خيارا استراتيجيا لمواجهة ندرة الماء.
المشروع الذي أنادي بتطبيقه لمواجهة ندرة الماء يأتي من البيئة نفسها. حل استراتيجي تقدمه البيئة نفسها، حل جاء من منطلق قناعتي بأن البيئة إذا وقفت مع الإنسان فلن يكون وحيدا، ولكن كيف نجعلها كذلك؟
تعاظمت أهمية مشروعي أمامي يوما بعد آخر، أصبح - عندي - خيارا استراتيجيا يحمل الحل لإنقاذ المستقبل من العطش، مشروع سيقف سدا في وجه تحديات العطش، هذه القناعة لم تأتي فجأة، ليست سردا عاطفيا يقوده التشاؤم. مشروعي سرد علمي.. لفكر يحركه حقائق.. تفرض على العقل.. ممارسة وظيفته الأساسية.. في تعزيز البقاء لأجيالنا القادمة في بيئتها.
مشروعي نابع من البيئة.. ولصالحها.. مشروعي يخدم البيئة والإنسان معا.. مشروع يعظم شأن وأهمية البيئة.. كوطن.. يمثل دور الأم الحاضنة.. والأب الحامي. مشروعي يجعل البيئة جاذبة ومعززة للحياة.. بدلا من أن تكون منفرة وطاردة للحياة. ويستمر الحديث.
@DrAlghamdiMH