د. شلاش الضبعان يكتب:


لكل ناجح محاربين، سواءً من شياطين الإنس أو الجن، والانشغال بإثبات حرب المحارب أو سوء طويته وخبث قلبه لن يحقق أهدافك إن لم يحقق أهدافه، فالأهم من سؤال: من هم؟ ولماذا يفعلون ما يفعلون؟ وما هي الطريقة الصحيحة في التعامل مع محاربي النجاح؟
عندما نقرأ سيرة رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم نجد أنه عندما صدع بالدعوة إلى الإسلام «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين» وكان موسم الحج قد اقترب، تعرض لحرب واضحة وصريحة، بداية من سخرية عمه أبي لهب، ثم اجتماع كفار قريش عند الوليد بن المغيرة يبحثون عن التهمة التي يشوهون بها خير البشرية - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فتنقلوا بين السوء، من كاهن إلى مجنون إلى شاعر، حتى اتفقوا على اتهامه بالسحر.
انتقلوا إلى مرحلة أخرى، فبدأوا مباشرة في تنفيذ اتفاقهم الذي يفوح حقداَ وكذباً وظلماً، وجلسوا في طريق القادمين للحج وبدأوا في الطعن والتحذير، فكان لا يمر بهم أحد إلا حذروه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطالبوه بالابتعاد عن هذا الساحر الذي يريد الشر للناس.
أمام هذه الحرب الصريحة والحقد الذي يصعب تحمله من أقرب الناس، ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل أصابه اليأس والإحباط وترك مشروعه العظيم؟ هل أخذ يتكلم عن محاربي النجاح ويوقف عقله في البحث عن خططهم وأهدافهم؟ لقد كان رد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واضحاً، الاستمرار في المشروع وليفعل عشّاق الظلام ما يريدون، فالله متم نوره ولو كرهوا.
قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الناس في منازلهم وفي عُكَاظ ومَجَنَّة وذى المَجَاز، يدعوهم إلى الله، مع أن عمه أبا لهب كان يمشي وراءه وهو يقول : لا تطيعوه فإنه صابئ كذاب .
وماذا كان النتيجة؟ لقد أدى هذا الجهد الذي بذله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن العرب قد خرجت من ذلك الموسم وهي تتحدث بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتشر ذكره في بلاد العرب كلها، وكان لذلك آثاره في نجاح المشروع العظيم.
إذن مهما كان حجم المحاربين وعددهم، إذا كنت تريد النجاح فلا تحقق لهم ما يريدون بالوقوف، بل استمر ولا تتوقف مهما كانت العوائق وحجم المعيقين.
@shlash2020