خواطر الشهري


المتعارف عليه في عالم العمل هو زيادة مهام الموظف، بغض النظر عن الغاية أو الطريقة، المهم هو الإنجاز وتحقيق المطلوب؛ فالسؤال الذي فكرت فيه كثيراً ويدور على نفس هذا السياق هو: هل بالإمكان زيادة مهام المرور؟ وأذكر بعض المقترحات التي يمكن أن تدرج من ضمن مهامهم، هي الوقوف على الذين يتعدون على الأولوية في النوادي الرياضية؛ حقيقةً! عندما تسقط في دور غيرك المتبع للنظام تعد مخالفة! وتستحق فيها قسيمة تدفع فورياً وبدون فترة سماح ولا اعتراض ولا حتى حرف! لأن الوضع في بعض المواقف هو أن تنأى بنفسك عن بعض هذه العينات التي قد تجرك للأسفل من الأسلوب وطريقة التحدث فالصمت هنا من ذهب.
وكذلك الأسئلة غير اللبقة التي يتذرع فيها بعضهم ليستمتع ويخلق مواضيع للحضور ولا أعلم من الذي منحه هذه الأحقية، كسؤال الأشخاص: لماذا لم تتزوج! لماذا لم تنجب! لماذا ليس لابنك أخ! عذراً سنحتاج إلى شركة تسويق لنعلن عن احتياجات هؤلاء الظرفاء من حولنا ثم ننشرها للإعلام بأنها حُلت، لكن المشكلة الأعظم بعد هذا الظهور والبث العلني والمبالغ المدفوعة، لن تتوقف تدخلاتهم مهما اغلقناها بإتمام المهمة؛ فألا ترون أن لرجل المرور مكانه الذي ينتظره هنا!
أعلم أن بعضهم لا يعي بأنه إنسان متطفل، لنشأته التي رأى فيها من يمتثل بهم، يسألون هذه الأسئلة، فمع الوقت رآها أسئلة روتينية تكسر حاجز صمت المجلس! ويمضي بها وقته، وقد يصل به الحال أن يراها ركن واجب من واجبات اللقاءات! ومثلها من لا يحترم الأولوية في أي شأنٍ في الحياة، لأنه تعلم «من سبق لبق» فكيف نتناقش مع هؤلاء إلا بالمخالفات!
محاولة تعليم من حولك، أو النقاش معهم، أو حتى لو وصل الموضوع إلى التشابك بالأيدي، لن يغير منهم شيء إلا من رحم الله، وبدأ يتحرك عقله بتنبيهات شبه ميتة تخبره بأن تصرفه يحتاج إلى وقفة تأمل! فإن وصل إلى هذه النقطة الصغيرة، يعتبر انجاز عظيم، لأنه بدأ يتلقى إشعارات الآخرين بالتغيير.
الحياة الاجتماعية في الوقت الراهن، ليس فيها صبر أو تحمل للآخرين، فإن لم تحسن من نفسك نبذك من حولك، إلى أن تصل لمحيط يجمع من هم على شاكلتك، فأتوقع بأن عصر الحروب الأهلية «المجتمع الضيق» ستحل عليك وعليهم، وسينتصر الأشد تطفلاً والأقوى عجرفةً، والأقل إنسانية.
فكروا فيها قليلاً، هل نختصر الطريق ونخالفهم!
@2khwater