د. فيصل العزام


الإنسان في حياته يمر بمراحل ومن هذه المراحل مرحلة الشباب وهى مرحلة القوة، الإنسان يكون أقوى ما يكون وأكثر حماسا لاستخدام قوته ويعتبر الأبناء أمانة في أعناق الآباء يجب أداؤها على الوجه المطلوب، لذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» لذا، يحاول الكثير من الآباء في هذا الزمان زمن الفتنة والشهوات وكثرة الملهيات أن يربى أبناؤه على الأخلاق والدين ويزرع فيهم روح العمل الصالح والتوجيه والإرشاد قدر المستطاع.
وواقع الأبناء الآن نستشفه مما نراه بأعيننا وما نسمعه من الوالدين لا يكاد تجلس مع أحد إلا هو يشكو سلبية سلوك الأبناء ويخشون عليهم.
الشباب طليعة كل مجتمع والعمود الفقري ومصدر القوة رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول نصرت بالشباب فالشباب المؤهل والمدرب هم الثروة الحقيقية التي تحتاجها الأمة لتقف على قدميها بثبات وقوة ومصدر لانطلاق الأمة وصناعة الآمال فقد أعطاهم الله - عز وجل - طاقات هائلة لا يمكن وصفها وفى ظل الظروف التي تعانيها الأمة في هذه الأيام .
نحن اذا ما أردنا للأمة الرقى في كافة مجالات الحياة، فلنبدأ من الشباب، فإن الشباب هم عدة الأمة وهم أمل الحاضر ورجال المستقبل، وسوف يكون منهم القاضي والطبيب والمعلم والمهندس والوزير، لذلك الاهتمام بالشباب هو مقباس المجتمع الفاعل والطاقة والإرادة التي يعتمد عليها.
الشباب في كل أمة ودولة هم الثروة الحقيقية، فهم الطاقات المؤهلة المتجددة وصناع المستقبل.
الشباب مرحلة يتمناها الصغير ويتحسر عليها الكبير ويقول في مرحلة الشيخوخة»ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب».
العمر الذى يملكه الإنسان نعمة كبرى من الله وسوف نحاسب عليه لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه».
وأوقفنى مشاهد كثيرة لشباننا وخاصة تلك المشاهد على القنوات الرياضية أو ملعب كرة القدم الذى يضج بالمشجعين ويكون بقى على زمن المباراة ساعات يضيعون اليوم كاملا لانتظار وقت المباراة دون التفكير في الأوقات المهدرة والتي سوف يحاسبون عليها في انتظار المباراة يتكلمون عن المباراة وهم في سعادة ويشاهدون في فرح وكأنهم أنجزوا انجاز عظيم.
هذا واحد من المشاهد من ملايين المشاهد التي نراها في قضاء الوقت.
وهنا يأتي الهدف من المقال، أننا بحاجة الى تربية أبنائنا من الصغر، تربية النشئ تربية روحية ونفسية لتستنير بها عقولهم وتستقيم اخلاقهم وارتباطهم بالله يراقبون الله في كل حركاتهم ويشعرون بأن الله معهم في كل وقت وفى كل مكان، فإن لم يكونوا يرونه فإن الله يراهم، هكذا تكون التربية من بداية النشئ لأن الشباب اذا وصلوا لمرحلة الشباب لا يربوا.
Abuazzam888@live.com