سعود سيف الجعيد


تعجبني تلك النفوس الراقية والقلوب الرحيمة والتي وهبها الله لين الجانب والعطف والرحمة وحب الخير لغيرها.. والتي تجاوزت في عطائها كل الحدود وعالم البشر، فأصبحت تطعم حتى الحيوانات والطيور وترفق بحالها وتعالج الحالات المريضة منها.
وعلى العكس.. أولئك البشر الذين قست قلوبهم وتجردوا من كل معاني الإنسانية، فلم يعد يهمهم في هذا الكون إلا أنفسهم فلا تبكيهم دمعة طفل فقير ولا تحرك مشاعرهم صرخة قط أنهكه الجوع ولم يلفت نظرهم حيرة طائر ضعيف يحوم أمامهم بحثا عن قطرة ماء تروي عطشه قلوب من حجر تلك القلوب التي لا ترحم ولا تحزن ولا تتضايق عندما ترى المحتاجين والفقر يلتحف أيامهم والحزن يرتسم على وجوههم وصلت بنا الأنانية أحيانا وقسوة القلب بأن نرمي بما تبقى لدينا من طعام في حاوية النفايات بدلا من وضعها في مكان بارز لكي تأكل منها الطيور والقطط الهائمة في عالمنا وليس لها أحد إلا الله ثم نحن وصل بنا الحال أيضا إلى حرمان كل تلك الطيور والحيوانات من الماء وذلك بعدم وضع كمية بسيطة من الماء أمام المنزل لكي تشرب منها وخاصة في هذه الأجواء الحارة.
كما تجد أنه من النادر وجود من يشعر بهذه المخلوقات ويساعدها والتي لو تحدثت ونطقت لصرخت في وجوهنا قائلة : أين الرحمة.. لماذا لا تشعرون بنا قليلا من الماء والطعام أيها الإنسان فنحن معكم فأرحمونا يرحمكم الله حسنات بالمجان أضعناها في حياتنا وذلك عندما نرمي بما تبقى لدينا من طعام في أكياس مقفلة وحرمنا أنفسنا من الأجر وحرمنا هذه المخلوقات منها وبخلنا حتى بقطرة ماء نقدمها لهم وهذا لا يكلفنا كثيرا ولم ندرك أننا بإحساسنا بهم وتقديم ما تبقى من طعام لهم ننقذ أرواحا من الموت ونجسد في عالمنا مبادي سامية من حب الخير والرحمة ومساعدة الغير ليتعلم منا أطفالنا تلك المعاني الرائعة والتي حثنا عليها ديننا الحنيف ورسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم -، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
وقفة:
ياذا الحمام اللي سجع بلحون
وشبك على عيني تبكيها
saud331@hotmail.com