عمر بن صالح العبداللطيف


من بيتي إلى مكتبي، تحوطني الأخبار المبهجة كل صباح، لتبعث داخلي طاقة أمل تمدني بثقة متجددة بأن هذا الوطن بات على موعد دائم مع الإنجازات الكبيرة المبهرة.
في بداية يومي، تكفيني نظرة إلى الإشعارات التي تتزاحم على شاشة جوالي بمجرد تشغيله. يظهر خبر عن مشروع عملاق تم تدشينه حديثًا، فيلحقه آخر عن تقرير دولي معتبر يشهد بكفاءة الاقتصاد السعودي ومستقبله الواعد، ثم تأتي أنباء القرارات والتوجيهات السامية ، التي يتبارى المحللون في الإشادة بمضمونها وتوقيتها وغاياتها الوطنية الكبيرة.
يحدث ذلك كل يوم، ولك أن تتخيل ما الذي يعنيه ذلك على أرض الواقع من جهد ومثابرة ومتابعة وتكاليف بالمليارات لضمان استمرار هذه المسيرة المتميزة بأعلى مستويات الجودة في مختلف المجالات، وذلك كله بفضل «رؤية المملكة 2030» وخطط التنمية الشاملة التي تبنتها قيادتنا الحكيمة.
تضعني تلك الإنجازات أمام الحقيقة المفرحة التي تقول إن بلادنا أصبحت بفضل الله نموذجًا يُحتذى به في التقدم والازدهار، وهو ما تعززه مشاهداتي وأنا في طريقي إلى العمل، حيث أرى التطوير المتواصل للبنية التحتية والمرافق والخدمات، وهو نفس ما يراه المواطنون في بقية مدن المملكة، نتيجة الاهتمام المتواصل بهذا الجانب، والملاحظ أيضا أن هذا التطور لا يزال بحاجة مّنا جميعاً إلى جهود أكبر وأكثر لتحقيق الطموحات والأهداف، ولضمان استدامة التنمية والتطوير في مختلف المجالات.
يسعدني أن أرى مردود هذه النهضة الوطنية فيما جنته المملكة سواء على صعيد اجتذاب السياح من مختلف أنحاء العالم، أو في مجال تأكيد مكانتها العالمية و الإقليمية، لكنني ازداد سعادة من خلال ما أراه من فرح وحيوية على وجوه الشباب والشابات الذين يعملون معي . إنهم يسابقون التحديات بشغف وحب، كما أنهم يراهنون على أن هذا الوطن طموح بما يكفي لتأمين أحلامهم وأن مجتمعهم حيوي ومتجدد إلى درجة القدرة على تجاوز كل الصعاب وصولًا إلى المستقبل الذي وعدهم به قائد الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. في تقديري ، يجسد هؤلاء الشباب حال السعودية اليوم: حماس وشغف وقدرة وحلم كبير يدعمه إيمان بالله، ثم ثقة في عمل القيادة على جميع المستويات.
تطغى هذه الحالة أيضًا على وجوه كل من تتقاطع أعمالنا معهم، وفي مقدمتهم الزملاء في كافة القطاعات الحكومية والخاصة، فالجميع يعمل بشغف كبير، يزيده ويحفزه توجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ومتابعة سمو نائبه الأمير سعود بن بندر، اللذان قادا بتوجيهاتهما ورعايتهما نقلة نوعية شاملة في كافة أنحاء المنطقة الشرقية.
حتى في طريق عودتي إلى المنزل مساءً، لا تفارقني الأخبار المبهجة. يكفيك أن تنصت إلى البرامج الإذاعية والبودكاستات لترى جانبًا مشرقًا من النهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والزراعية منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 الطموحة. تتجه الرؤية بثبات نحو تحقيق مستهدفاتها بتنويع مصادر الدخل، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتمكين المرأة، وتعزيز دور القطاع الخاص.
أما داخل منزلي، فأجد نفسي واقفًا أمام نجاحات أبنائي وأحلامهم التي تتحقق بسرعة حيث ينخرط هؤلاء الأبناء، كغيرهم من السعوديين، في زخم وطني يضمن لقصص نجاحهم وإنجازاتهم أن تكبر في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم والعمل وإطلاق المشاريع الخاصة، بالإضافة إلى إفساح المجال أمام إبداعاتهم العلمية و الثقافية والرياضية.
ختامًا، تمنحني كل المشاهد الماثلة من حولي شعورًا غامرًا بالفخر بهذا الوطن والامتنان لقيادته الرشيدة. فقد باتت الإنجازات التي تحققت في مختلف أرجاء المملكة شاهدًا على العزيمة والإرادة القوية، ودليلاً على المستقبل الواعد المحمّل بالمزيد من الآمال والطموحات، والمعزز بالتفاؤل والثقة.
ومع ذلك، ينبغي أن ندرك جميعًا أننا لا زلنا في بداية الطريق الطويل نحو تحقيق تطلعاتنا. فهذا المسار يتطلب منا حشد المزيد من الجهود وتطوير ثقافتنا المهنية، لنكون أكثر إصرارًا وعطاءً وتنافسية وإبداعًا. فقط بهذا التوجه والمجهود المتواصل سنتمكن من بلوغ المستقبل المنشود لوطننا.

الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية