سالم اليامي يكتب:


- من الأخبار التي تستوقف المهتمين بالشأن السياسي، والعسكري في السودان خبر قبل أيام يقول بأن الجهات المختصة بإدارة الأزمة في محافظة الخرطوم تخطط لاقامة ورش عمل مع عدد من أهل الاختصاص تحت عنوان إعادة إعمار الخرطوم العاصمة القومية للسودانيين،و أن الإعمار ستوجه في جُله لاعادة الحياة للمرافق الخدمية العامة اللصيقة بحياة الناس.
- وهذا خبر جيد ويبعث على شيئ من التفاؤل، الغريب أنه في نفس اليوم السابع والعشرين من شهر يونيو ٢٠٢٤ كان هناك خبر تناقلته الوكالات يتحدث عن عودة تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش السوداني وبين قوات الدعم السريع في عدد من أحياء مدينة الخرطوم!! هذا الخبر جعل من الصعب استيعاب > وفهم الخبر الأول والسبب في ذلك أن الإعمار والسير في طريقه أمرٌ شاق ولا يأتي عادة إلا بعد أن تصمت أصوات المدافع كما يقولون ولكن الغريب أن يحادث أمران متناقضان في مكان واحد في ذات الوقت، وهذا ما دفع بعض المحللين للحديث عن أنه ربما أريد بخبر إعادة الإعمار بعث رسالة تهدئة وطمأنة للناس الفاقدين لكثير من خدمات الحياة الضرورية في العاصمة منذ أكثر من عام مثل خدمة المياة الصالحة للشرب، لان الناس بدأت تتذمر من هذه الأوضاع وربما وصل صبر الناس إلى درجات ينفذ مها الصبر.
- الشيئ الآخر الذي ربما دفع السلطات للحديث عن حالة بناد وإعمار وسط ركام يسيطر على المشهد هو أن آخر الإعلانات التي تحدث فيها قادة الجيش كانت تقول : النصر صبر ساعة، ودحر التمرد كما يقولون هناك بات في متناول القوات التي تحارب آناء الليل وأطراف النهار. عودة القتال للعاصمة الخرطوم وانتشار المعارك من ديد بين أحياء المدينة إشارة مزعجة جداً للناس في هذا الوقت الذي أصبح محل تحدي كبير، دعوات السلام والتمادي إلى طاولات المفاوضات يبدو أنها ليست قريبة، ويبدو زن طرفي الصراع لديهما إصرار غريب على السير إلى آخر الشوط الذي سيكون فيه الجميع خاسر.
- في السودان لايزال هناك محللين وكتاب وناشطين يتحدثون عن الأمة كونها أزمة حق وباطل ومعتدي ومعتدى عليه وليس لديهم زي أفق للتفكير في نافذة السلام والمصالح التي قد تكون خير للبلاد، والعباد. في السودان أو في غيرها لايمكن التدمير والتعمير في ذات الوقت، والله المستعان.
@salemalyami