د. نورة الهديب


في الوقت الذي نَنعم بما رزقه الله تعالى لنا، ونجتهد في تسخير هذه النعم لمصالحنا الحالية والمستقبلية، فيجب علينا تقدير هذه النعم والتذكير بأهمية وجوبها لمَنْ لا يُحسن استخدامها.
فعلى سبيل المثال: العلم والعلماء والفِكر والمفكرون والتربية والتربويون وإنجازاتهم المعرفية والعلمية، التي ساعدتنا على تحسين مساراتنا المختلفة في هذه الحياة بعد الله تعالى. حتى أصبحنا نَعي تماماً ماهية الأدوار، التي يجب ممارستها ونوعية الواجبات، التي تهدف إلى تقدمنا الإيجابي في هذه الحياة.
يبدو أننا في هذا الزمن انشغلنا كثيراً عن بعض الأمور، التي صنعت ثغرات مختلفة وفِي مجالات متعددة، خاصة وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعدد تطبيقاته، التي تكاد تستهدف الأطفال والمراهقين أولاً فيما تبُثه من محتويات ذات سطح إيجابي وعُمق سلبي، ومن وجهة نظر شخصية، أرى أن هناك ثغرات تربوية تعود إلى سرعة الزمن واختلاف الأجيال، أو قلة وعي وتطرف فكري نتيجة لتراكمات متعددة بين الأفراد، أو الإهمال الأُسَري، الذي سمح للعامل الأجنبي بالتدخل في الشؤون الأسرية وشبه الاعتماد التربوي عليه، أو التفكك الأُسَري الذي نتج عنه الرغبة في الانتقام بين الأبوين ليكون الأولاد هم الضحية.
مثل هذه العوامل المؤثرة جعلتني أتأمل حال بعض الأطفال والمراهقين.. وماهية اهتماماتهم وطموحاتهم ونظرتهم لذواتهم ومحيطهم، ولله الحمد ما زال صراع الخير والشر قائما عند الأغلب وهذه دلالة على الجهاد النفسي، وانتصارات الحق مازالت تتحقق - بفضل الله تعالى - ثم بفضل القوانين، التي تتناسب مع التغيرات الزمنية والمكانية، ولكن وفِي بعض الفئات، هناك مَنْ يرى أن تطور الحياة وظروفها جعل من الانحدار النفسي والأخلاقي والسلوكي منحنى يجب أن يتعامل معه الإنسان بكل هدوء وتقديم القبول على الرفض لهذا الانحدار، لذلك بدأ الترويج لمحتوياتهم الفكرية المنحرفة واهتماماتهم السطحية والمفاهيم المغلوطة لبعض المصطلحات المعرفية والعلمية عن طريق التطبيقات التقنية المختلفة.
وبوجود المنصات العالمية المختلفة، فإن الساحة أصبحت تتسع للجميع ونقص الوعي عند بعض الجماهير جعل الطالح على تلك المنصات ينادي بالانحدار وكأن السلام والحُب خلف منحنياته.
ختاماً.. إن لمثل هذه الأفكار والسلوكيات التابعة لها دور في التلاعب بعقول وعواطف أطفالنا، خاصة إذا كانت الأسرة تعاني من هشاشة العواطف والتهاون في الانضباط، الذي بدوره يؤثر على المجتمع بشكل عام. لذلك، علينا أن نستوعب أن الفئة المُشار إليها في هذا المقال سوف تتوسع دائرتها إذا لم ننفض العوالق والترسبات الشيطانية في أفكار وعواطف أطفالنا. والبداية تكون بالوعي الذاتي وكيفية الوصول إليه عن طريق توظيف العقل بشكل سليم وتهذيبه.
FofKEDL@