يؤدي التوسع في إنتاج وأعمال الغاز بالمملكة إلى توفير قاعدة كبيرة من الطاقة التي تسهم في دفع عملية الانتقال الاقتصادي بوجود مصادر متنوعة سواء كانت تقليدية وغير تقليدية إلى جانب مرافقها التشغيلية التي تدعم أنشطة الاقتصاد لأن الطاقة تظل ضرورية للحياة المعاصرة، وقد قطعت المملكة شوطا بعيدا في الاستفادة من إمكاناتها ومواردها من الغاز وآخر ذلك تطوير حقل الجافورة للغاز الذي يعد أكبر مشروع غاز غير تقليدي خارج أمريكا الشمالية.
وفي الواقع فإن هذا الحقل الضخم ينتقل بنا إلى مراحل متقدمة من توفير الطاقة من خلال احتياطياته الهائلة حيث إنه سيوفر مليوني قدم مكعبة من الغاز يوميا، ومعه سيرتفع إنتاج المملكة من الغاز بأكثر من 60% بحلول 2030 وهو عام تحقيق الرؤية الوطنية الطموحة ما يعني توفر مدخلات طاقة كبيرة لكل العمليات التي نحتاجها في التطور والنمو والتنمية بصورة مستدامة.
ومن جانبها تواصل أرامكو السعودية بالتعاون مع وزارة الطاقة في تحقيق إنجازات قياسية وتاريخية في استكشاف القدرات في مجال الطاقة وتوظيفها لصالح الاقتصاد الوطني، إذ أن الطاقة عامل حاسم في الناتج المحلي الإجمالي من خلال تمكين القطاعات الاقتصادية، وتعزيز التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، فضلا عن منح العالم طاقة نظيفة وكل ذلك ينعكس على عمليات الإنتاج المحلي بصورة مباشرة وغير مباشرة عبر مرافق تشغيل مختلفة تتوفر لها كثير من التقنيات التي تحقق القيمة وتستوعب مواردنا البشرية الوطنية في الإنتاج والتنقيب والمعالجة وتطوير صناعة البتروكيميائيات والصناعات ذات الصلة.
وما تم خلال هذا الأسبوع من توقيع أرامكو السعودية لعقود المرحلة الثانية من مشروع حقل الجافورة والمرحلة الثالثة من مشروع توسعة الشبكة الرئيسية للغاز يؤكد المضي قدما في تحقيق مستهدفات توفير الطاقة التي يحتاجها النمو السعودي حيث سيتم ربط مشروع المرحلة الثالثة لشبكة الغاز بحوالي أربعين منشأة تشمل محطات الكهرباء وتحلية المياه ومصانع ومعامل إنتاج البتروكيميائيات.
هناك العديد من المرافق التي تشملها أعمال الجافورة الضخمة تتضمن إنشاء مرافق ضغط الغاز وخطوط الأنابيب المرتبطة بها، وتوسعة معمل غاز الجافورة، وإنشاء مرافق جديدة لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي في الجبيل، وذلك يصل بنا إلى أعمال توسعة كبيرة لشبكة الغاز تزيد إمكانية الوصول إلى إمدادات الغاز المحلية للعملاء في كثير من القطاعات وذلك ما يجعل بلادنا مقبلة على مرحلة نمو غير مسبوقة تمضي بنا إلى ما بعد الرؤية الوطنية.
@MesharyMarshad