* من الأمور المعقدة والمعقدة جداً الحروب وإدارة الحروب ومثل كل أمر من أمور الحياة إذا تعددت الرؤوس التي تدير الصراع وقع الجميع في حيرة وربما في فوضى هذا ما توصلت إلية من بعد تصريحات بينها أقل من ثمانية و أربعين ساعة للمسؤلين في إدارة الصراع في الحرب الأهلية الدائرة في السودان.
* التصريح الأول لنائب القائد العام لمجلس السيادة في السودان السيد مالك عقار الذي قال بشكل واضح في خطاب موجه لدول الجوار أن إنهيار السودان سيكون خطر حقيقي على دول المنطقة وليس علي السودان وحدة هذا الكلام فسره مراقبون على أن مؤسسة الجيش المنقسمة على نفسها تريد إيصال رسالة مفادها أن هزيمة الجيش من قبل قوات الدعم السريع ستكون كارثية وستخلق فوضى لن ينجو منها أحد ، وفي رأينا أن هذا تهويل للموضوع ومحاولة لطلب دعم سياسي ومادي لوقف تقدم قوات الدعم السريع التي تسيطر على الجزء الاعظم من البلاد.
* النقطة الثانية التي تحدث عنها السيد مالك عقار كانت جديدة وفريدة وينتظرها الاقليم والعالم وهي الحديث لأول مرة عن خطة ، أو رؤية للسلام فحوى هذه الخطة ثلاث مراحل مهمة المرحلة الأولى تركز على وقف العمل العسكري بين الجانبين، والمرحلة الثانية يتم فيها التركيز علي معالجة الجوانب الإنسانية التي يعاني منها قطاع كبير من الناس يقدر بالملايين في السودان.
* وتتمحور المرحلة الثالثة وهي الاكثر أهمية في النظر في كيفية إعادة إدماج قوات الدعم السريع في منظومة الجيش الوطني السوداني ، وهذا يعد اعتراف بأمرين مهمين الأول يتمثل في أن الجيش يعترف بأن خصمه العنيد أي قوات الدعم السريع جزءً من الحل، الأمر الثاني اعتراف آخر من الجيش بأن قوات الدعم السريع جزء أصيل من المنظومة العسكرية في البلاد وأنه يمكن الوصول إلى حل معها .
*علي الرغم من شكوك كثيرة دارت حول النقطة الأخيرة من الخطة إلا أن أكثر من مراقب أعتبر تصريحات السيد مالك عقار للصحفيين في بورتسودان تقدم كبير، والغريب ومع أخبار عن تقدم قوات الدعم السريع في مناطق جديدة تحدث رئيس مجلس السيادة السوداني لوكالات الأنباء بكلام آخر مضمونه لا تصالح مع قوات الدعم السريع وأن الحل لا يكون إلا بالحسم العسكري فقط، الأمر الذي أعاد كل شيئ إلي المربع الأول.
@salemalyami